الأخطاء في الصلاة
صفحة 2 من اصل 1
الأخطاء في الصلاة
الخطبة الأولى . بعض الاخطاء في الصلاة . مسجد سعد بن أبي وقاص . 3 جماد ثاني 1440 ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
أما بعد : عباد الله ؛ فأوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى، القائل سبحانه يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ وقال تعالى وَأَقِمْ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ عباد الله الحديث عن الصلاة يحتاج إلى تذكير وتكرار ؛ لا يمل سماعه الأبرار ولا تشبع منه قلوب الأخيار فالصلاة ؛ من أعظم الفرائض أثرًا وأفظعها عند الترك خطرًا وأجلها بيانًا وخبرًا؛ هي عمود الدين ومفتاح جنة رب العالمين هي الفاصل بين الكفر والإيمان،ومنـزلتها في الإسلام بمنـزلة الرأس من الجسد فكما أنه لا حياة لمن لا رأس له فإنه لا دين لمن لا صلاة له .من حافظ عليها فقد تَوثَّقَ من عُرَى دينه وأخذ بأصله ، ومن ضيّعها فقد ضيّع دينه من أصله .
إذن عباد الله عبادة هذه نتائجها وهذا شأنها لجدير بنا أن نسعى لتحقيقها والعناية بها وأن نجعلها نُصْبَ أعيننا وحديث نفوسنا ، ولا بد لنا أن نتعلم أحكامها وشروطها وأركانها ونواقضها ومبطلاتها . فالصلاة عباد الله من العبادات العظيمة الجليلة والعبادات توقيفية يجب علينا أن نؤديها كما يريد الله سبحانه لا كما نريد نحن،وأن لا نمتنَّ على الله بها بل هو سبحانه وتعالى الذي يمتن علينا أن هدانا للإسلام وجعلنا من المصلين قُل لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِين يمتنّ علينا بأن هدانا لِلْإِيمَانِ والإسلام ، يمتنّ علينا بأن أعطانا شرف مقابلته متى شئنا خالق السماوات والأرض خالق الشمس والقمر والبحار والجبال الجبار المتكبر ، منحك أخي المسلم هذا الشرف ؛ شرف مقابلته ومناجاته ، فما عليك إن أردت ذلك إلا أن تتطهر وتتوجه إلى القبلة بخشوع وتقول: الله أكبر ، عندها يقبل عليك الرب سبحانه وتعالى وتكون في حضرته وبين يديه . لهذا عليك أن تؤدي هذه الصلاة كما يريدها الله سبحانه وتعالى وكما شرعها لك في كتابه وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ، لا كما تريدها أنت ؛ وإلا ذهب عملك هَبَاء مَّنثُورًا كما قال الله تعالى ( وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا ) والصلاة عمل من الأعمال ، يقول صلى الله عليه وسلم خمس صلوات افترضهن الله عز وجل من أحسن وضوءهن وصلاهن لوقتهن وأتم ركوعهن وخشوعهن كان له على الله عهد أن يغفر له ، ومن لم يفعل فليس له على الله عهد إن شاء غفر له وإن شاء عذبه أخرجه أبو داود وقد علمنا عباد الله أن للصلاة شروطاً وأركاناً وواجبات وسنن ، لا بد من الوفاء بها حتى تكون الصلاة صحيحة مقبولة وفي نفس الوقت عباد الله فإن هناك مسائل مهمة وأخطاء شائعة في هذا الفريضة يجب علينا التفقه فيها ومعرفتها، حتى لا نخسر الثواب ونبوء بالعقاب، فأخطاء الناس في الصلاة متنوعة ومتعددة بعضها يبطل الصلاة وبعضها ينقص من أجرها وبعضها خلاف السنة ومن المخالفات التي تبطل الصلاة عدم الطمأنينة في الصلاة والطمأنينة ركنٌ من أركان الصلاة لا تصح الصلاة إلا به فكما أن الصلاة لا تصح إلا بقراءة الفاتحة ولا تصح إلا بالركوع والسجود فكذلك لا تصح الصلاة إلا بالطمأنينة ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَدَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى ثمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ فَرَدَّ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلاَمَ وقَالَ ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ، فَصَلَّى ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ فَقَالَ ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ قالها ثَلاَثًا فَقَالَ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ فَمَا أُحْسِنُ غَيْرَهُ فَعَلِّمْنِي قَالَ إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاَةِ فَكَبِّرْ ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا ثمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلاَتِكَ كُلِّهَا متفق عليه وإذا نظرنا عباد الله إلى صلاة المسلمين اليوم نجد أنه قد ابتلي كثير من الناس ، بالتساهل في هذا الركن فلا يطمئن المصلي في صلاته بل ينقرها نقراً ولا يذكر الله فيها إلا قليلاً ؛ لا يطمئن في ركوعه ولا في سجوده ولا في الجلسة بين السجدتين وهذه كلها أركان فمن ترك الطمأنينة ترك ركن من أركان الصلاة ومن ترك ركن من أركان الصلاة فلا صلاة له ؛ والطمأنينة لا تتحقق للمصلى إلا أن يعود كل عضو إلى مكانه ، هذه هي الطمأنينة في الصلاة ومن الأخطاء التي يقع فيها كثيراَ من المصلين عدم تمكين بعض أعضاء السجود من الأرض . فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: أُمِرَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْضَاءٍ ، وَلاَ يَكُفَّ شَعَرًا وَلاَ ثَوْبًا الْجَبْهَةِ وَالْيَدَيْنِ وَالرُّكْبَتَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ أخرجه البخاري فتجد بعض الناس إذا سجد رفع أنفه عن الأرض،ومنهم من رفع قدميه قليلاً عن الأرض أو جعل إحداهما على الأخرى وهو في هذه الحالة أخل بركن من أركان الصلاة ولم يأتي به كاملا ، فوضع القدمين الصحيح في الصلاة أن يكون بطن الأصابع على الأرض ورؤوس الأصابع في اتجاه القبلة وكذلك اليدين والأنف لابد أن يكون على الأرض مع الجبهة ؛ ثم من المخالفات أيضاً تهاون بعض المصلين بستر العورة : بلبس الثياب الشفافة التي يُرى من خلالها لون البشرة وتُميز صفتها أو التي بها صور أو السراويل القصيرة أو الضيقة التي تجسم العورة أو تكشف شيء منها خاصة عند الركوع أو السجود وهذا أمر ينبغي التنبه له . لأن ستر العورة من شروط صحة الصلاة ومن المعلوم أن عورة الرجل من السرة إلى الركبة ، قال الله تعالى يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ومن الأخطاء الشائعة التي قد تبطل الصلاة وهي منتشرة بين الناس مسابقة الإمام بالركوع أو الرفع منه أو السجود أو السلام أو قيام المسبوق الذي فاته شيء من الصلاة لقضاء ما فاته قبل تسليم الإمام التسليمة الثانية: وهذا مخالف لقوله إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا . كذلك من المخالفات التي يقع فيها الكثير أن بعض الناس إذا دخل المسجد والإمام راكع أسرع سرعة شديدة ، وهذه مخالفة ومن الأخطاء الظاهرة وتحدث أيضا عند سماع المصلى قراءة الإمام وهو في طريقه للمسجد فيسرع الخطي يقصد بذلك اللحاق بالجماعة قبل الرفع من الركوع حتى لا تفوته الركعة وقد قال صلى الله عليه وسلم إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ فَلاَ تَأْتُوهَا تَسْعَوْنَ وَأْتُوهَا تَمْشُونَ عَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا روه مسلم ومن الأخطاء أن بعض الناس إذا دخل المسجد صلاة الجمعة ووجد المؤذن يؤذن الآذان الثاني جلس قبل أن يصلي ركعتين والنبي صلى الله عليه وسلم يقول إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَجْلِسَ ؛ ومنهم من يقف ينتظر ويتابع الآذان وهذا خطأ والصواب هو أن يباشر بتحية المسجد ليتفرغ لسماع الخطبة ثم عباد الله إن بعضاً من الناس يدخلون المسجد وقد أقيمت صلاة الفجر فيشرعون في صلاة سنة الفجر وينقرونها نقرا وهذا فعل خاطئ والصواب أن يدخل مع الإمام في الصلاة ويقضي السنة بعد الصلاة فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ قَالَ إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ فَلاَ صَلاَةَ إِلاَّ الْمَكْتُوبَةُ رواه البخاري ومسلم وأحذر أخي المسلم من المرور أمام المصلي ففي صحيح مسلم قال رسول الله لَوْ يَعْلَمُ الْمَارُّ بَيْنَ يَدَىِ الْمُصَلِّى مَاذَا عَلَيْهِ لَكَانَ أَنْ يَقِفَ أَرْبَعِينَ خَيْرًا لَهُ مِنْ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ . ومن أراد أن يصلي النوافل فعليه أن يتخذ سترة له فقد كان النبي يحرص أشد الحرص هو وأصحابه على اتخاذ سترة للصلاة. ثم عباد الله لا تفوتوا على أنفسكم أجر الأذكار التي بعد الصلاة فكثير من الناس لا يأتي بها ويستعجل الخروج من المسجد ويكون بذلك قد فوت علي نفسه خيرا كثير
وبارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني ........... الخطبة الثانية
الحمد لله القائلوَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وخيرته من خلقه ما زال يوصي ويقول : صلوا كما رأيتموني أصلي
أما بعد :فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله عز وجل ؛ واعلموا أن الصلاة عبادة عظيمة تتعلَّق بها عبادة أخرى فَعَلَها الأنبياء وصَبَر عليها الصالحون وشعر بأهميتها الأولياء وأمر بها المتقون إنها أمر الأهل والأبناء بالصلاة وحثهم عليها وتفقُّدُهم في هذا الشأن العظيم وتتبُّعُهم والصبر على ذلك لتعويدهم عليها وتنشئتهم على حبِّها ، وغرس قدرها في قلوبهم ، وتأكيد مكانتها في نفوسهم ذلك أنه ما من ناشئ إلا وينشأ على ما عوَّده عليه أبوه أو أخذه به مربُّوه، فمن عُوِّدَ منذ تمييزه على المحافظة على الصلاة، تعوَّد ذلك بعد بلوغه وسهل عليه ، ومن تُرِك له الحبل في هذا الجانب على الغارب منذ صغره، أو نشأ في أسرة لا تقيم لذلك وزنًا، صَعُبَ عليه بعد ذلك القيام بها ، وثقلت عليه المحافظة عليها ؛ إذن عباد الله لابد أن يكون الأب والأم قدوة حسنة لأبنائهم ، بأن يكونا حريصين على أداء الصلاة في أوقاتها،لابد أن يرى الأبناء أبوهم إذا حان وقت الصلاة يبادر إلى المسجد ، أما ما يكون من بعض الآباء من تهاون وعدم حرص على الصلاة فإن ذلك يغرس في أبنائهم التهاون بالصلاة لأن فاقد الشيء لا يعطيه. قال مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين،واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين) وفي هذا التوجيه النبوي الكريم من حسن التدرج واللطف بالصغير الشيء الكثير فهو يُدعى إلى الصلاة وهو ابن سبع سنين ولا يضرب عليها إلا عند العاشرة من عمره ، ويكون خلال هذه الفترة قد نودي إلى الصلاة وحُببت إليه أكثر من خمسة آلاف مرة ، ومن واظب عليها بهذا الشكل المتواصل المكثف، أصبح حب الصلاة والمسجد في قلبه و يجرى في دمه ، وكان كافيًا لتأكيد أهميتها في نفسه ، ولأصبحت جزءاً من حياته ومن أعظم أعماله ، وَلَتَيَقَّنَ أنها فريضة مُحْكمة وركن مَتِين من أركان الدين. ولقد كان من دأب أنبياء الله المرسلين وعباده الصالحين الأمر بالصلاة ، ودعاء الله أن يعينهم وأبناءهم على إقامتها ؛ قال تعالى عن خليله إبراهيم عليه السلام رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ وقال عن إسماعيل عليه السلام وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا وكان من وصايا لُقْمان الحكيم لابنه كما جاء في القرأن يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِوبهذا الأمر العظيم أمر الله خاتم الأنبياء فقال سبحانه وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا وهو أمر للأمة من بعد نبيِّها واجب عليها امتثاله والاصطبار عليه إبراءً للذمة وأداءً للواجب وقيامًا بحق الرعية التي سيُسْأَلون عنها يوم القيامة؛ قال كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته ، حتي قال والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته )رواه البخاري ومسلم وقال الله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ والإحسان إلي الأبناء والحرص على تربيتهم التربية الدينية الصحيحة التي ترضي الله تعالى أداء للأمانة وإهمالهم والتقصير في حقوقهم غش وخيانة. قال مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلاَّ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ متفق عليه. وأَنَّى لأبٍ لا يأمر أبناءه بالصلاة أن يكون قد نصح لهم أو أدَّى ما عليه من واجب تجاههم يقول ابن القيم رحمه الله من أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى، فقد أساء غاية الإساءة وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم وترك تعليمهم فرائض الدين وسنُنه فأضاعوهم صغاراً ، فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كباراً . فاتقوا الله في أبنائكم فإنهم أمانةٌ في أعناقكم مروهم بالمحافظة على الصّلوات وحضور الجُمَع والجماعات رغِّبوهم ورهّبوهم وشجّعوهم بالحوافز والجوائز ، نشِّئوهم على حبِّ الآخرة وكونوا لهم قدوةً صالحة . ثم أعلموا أن الزوج مسئول عن زوجته أمام الله قال تعالى الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ففي هذه الآية أن الرجل مسئول على المرأة وقوّام عليها وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال والرجل راعٍ على أهل بيته ومسئول عن رعيته وأهم ما يجب على الراعي توجيه رعيته إليه ، القيام بأمر الله بفعل ما أوجب الله وترك ما حرّم ، فعلى الزوج أن يأمر زوجته بما أوجب الله عليها وينهاها عما حرّم وأعظم الواجبات على المسلم الصلوات الخمس ، فالواجب على الزوج أن يأمر زوجته بأدائها وبالمحافظة عليها ، ولا يجوز له أن يتهاون في ذلك وكذلك سائر الواجبات وألا يرضى بزوجة لا تصلي أو تترك بعض الأوقات ، فأمر الزوجة التي لا تصلي خطير جدا على الأسرة والأبناء والبنات فعن النبي قال رَحِمَ اللَّهُ رَجُلاً قَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّى وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ فَإِنْ أَبَتْ نَضَحَ فِى وَجْهِهَا الْمَاءَ) وكان إذا طلع الفجر ، جاء إلى باب علي وفاطمة رضي الله عنهما ، فقال الصلاة الصلاة وقد قال الله تعالى وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا وقال تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ وقال علموهم وأدبوهم . فأنتبهوا يا عباد الله واتقوا الله وخافوا عذابه اتقوا الله وخافوا على أولادكم وأهلكم من النار ، قَالَ جَلَّ وَعَلا وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنسَاهُم أَنفُسَهُم أُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ
أما بعد : عباد الله ؛ فأوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى، القائل سبحانه يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ وقال تعالى وَأَقِمْ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ عباد الله الحديث عن الصلاة يحتاج إلى تذكير وتكرار ؛ لا يمل سماعه الأبرار ولا تشبع منه قلوب الأخيار فالصلاة ؛ من أعظم الفرائض أثرًا وأفظعها عند الترك خطرًا وأجلها بيانًا وخبرًا؛ هي عمود الدين ومفتاح جنة رب العالمين هي الفاصل بين الكفر والإيمان،ومنـزلتها في الإسلام بمنـزلة الرأس من الجسد فكما أنه لا حياة لمن لا رأس له فإنه لا دين لمن لا صلاة له .من حافظ عليها فقد تَوثَّقَ من عُرَى دينه وأخذ بأصله ، ومن ضيّعها فقد ضيّع دينه من أصله .
إذن عباد الله عبادة هذه نتائجها وهذا شأنها لجدير بنا أن نسعى لتحقيقها والعناية بها وأن نجعلها نُصْبَ أعيننا وحديث نفوسنا ، ولا بد لنا أن نتعلم أحكامها وشروطها وأركانها ونواقضها ومبطلاتها . فالصلاة عباد الله من العبادات العظيمة الجليلة والعبادات توقيفية يجب علينا أن نؤديها كما يريد الله سبحانه لا كما نريد نحن،وأن لا نمتنَّ على الله بها بل هو سبحانه وتعالى الذي يمتن علينا أن هدانا للإسلام وجعلنا من المصلين قُل لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِين يمتنّ علينا بأن هدانا لِلْإِيمَانِ والإسلام ، يمتنّ علينا بأن أعطانا شرف مقابلته متى شئنا خالق السماوات والأرض خالق الشمس والقمر والبحار والجبال الجبار المتكبر ، منحك أخي المسلم هذا الشرف ؛ شرف مقابلته ومناجاته ، فما عليك إن أردت ذلك إلا أن تتطهر وتتوجه إلى القبلة بخشوع وتقول: الله أكبر ، عندها يقبل عليك الرب سبحانه وتعالى وتكون في حضرته وبين يديه . لهذا عليك أن تؤدي هذه الصلاة كما يريدها الله سبحانه وتعالى وكما شرعها لك في كتابه وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ، لا كما تريدها أنت ؛ وإلا ذهب عملك هَبَاء مَّنثُورًا كما قال الله تعالى ( وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا ) والصلاة عمل من الأعمال ، يقول صلى الله عليه وسلم خمس صلوات افترضهن الله عز وجل من أحسن وضوءهن وصلاهن لوقتهن وأتم ركوعهن وخشوعهن كان له على الله عهد أن يغفر له ، ومن لم يفعل فليس له على الله عهد إن شاء غفر له وإن شاء عذبه أخرجه أبو داود وقد علمنا عباد الله أن للصلاة شروطاً وأركاناً وواجبات وسنن ، لا بد من الوفاء بها حتى تكون الصلاة صحيحة مقبولة وفي نفس الوقت عباد الله فإن هناك مسائل مهمة وأخطاء شائعة في هذا الفريضة يجب علينا التفقه فيها ومعرفتها، حتى لا نخسر الثواب ونبوء بالعقاب، فأخطاء الناس في الصلاة متنوعة ومتعددة بعضها يبطل الصلاة وبعضها ينقص من أجرها وبعضها خلاف السنة ومن المخالفات التي تبطل الصلاة عدم الطمأنينة في الصلاة والطمأنينة ركنٌ من أركان الصلاة لا تصح الصلاة إلا به فكما أن الصلاة لا تصح إلا بقراءة الفاتحة ولا تصح إلا بالركوع والسجود فكذلك لا تصح الصلاة إلا بالطمأنينة ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَدَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى ثمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ فَرَدَّ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلاَمَ وقَالَ ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ، فَصَلَّى ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ فَقَالَ ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ قالها ثَلاَثًا فَقَالَ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ فَمَا أُحْسِنُ غَيْرَهُ فَعَلِّمْنِي قَالَ إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاَةِ فَكَبِّرْ ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا ثمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلاَتِكَ كُلِّهَا متفق عليه وإذا نظرنا عباد الله إلى صلاة المسلمين اليوم نجد أنه قد ابتلي كثير من الناس ، بالتساهل في هذا الركن فلا يطمئن المصلي في صلاته بل ينقرها نقراً ولا يذكر الله فيها إلا قليلاً ؛ لا يطمئن في ركوعه ولا في سجوده ولا في الجلسة بين السجدتين وهذه كلها أركان فمن ترك الطمأنينة ترك ركن من أركان الصلاة ومن ترك ركن من أركان الصلاة فلا صلاة له ؛ والطمأنينة لا تتحقق للمصلى إلا أن يعود كل عضو إلى مكانه ، هذه هي الطمأنينة في الصلاة ومن الأخطاء التي يقع فيها كثيراَ من المصلين عدم تمكين بعض أعضاء السجود من الأرض . فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: أُمِرَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْضَاءٍ ، وَلاَ يَكُفَّ شَعَرًا وَلاَ ثَوْبًا الْجَبْهَةِ وَالْيَدَيْنِ وَالرُّكْبَتَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ أخرجه البخاري فتجد بعض الناس إذا سجد رفع أنفه عن الأرض،ومنهم من رفع قدميه قليلاً عن الأرض أو جعل إحداهما على الأخرى وهو في هذه الحالة أخل بركن من أركان الصلاة ولم يأتي به كاملا ، فوضع القدمين الصحيح في الصلاة أن يكون بطن الأصابع على الأرض ورؤوس الأصابع في اتجاه القبلة وكذلك اليدين والأنف لابد أن يكون على الأرض مع الجبهة ؛ ثم من المخالفات أيضاً تهاون بعض المصلين بستر العورة : بلبس الثياب الشفافة التي يُرى من خلالها لون البشرة وتُميز صفتها أو التي بها صور أو السراويل القصيرة أو الضيقة التي تجسم العورة أو تكشف شيء منها خاصة عند الركوع أو السجود وهذا أمر ينبغي التنبه له . لأن ستر العورة من شروط صحة الصلاة ومن المعلوم أن عورة الرجل من السرة إلى الركبة ، قال الله تعالى يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ومن الأخطاء الشائعة التي قد تبطل الصلاة وهي منتشرة بين الناس مسابقة الإمام بالركوع أو الرفع منه أو السجود أو السلام أو قيام المسبوق الذي فاته شيء من الصلاة لقضاء ما فاته قبل تسليم الإمام التسليمة الثانية: وهذا مخالف لقوله إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا . كذلك من المخالفات التي يقع فيها الكثير أن بعض الناس إذا دخل المسجد والإمام راكع أسرع سرعة شديدة ، وهذه مخالفة ومن الأخطاء الظاهرة وتحدث أيضا عند سماع المصلى قراءة الإمام وهو في طريقه للمسجد فيسرع الخطي يقصد بذلك اللحاق بالجماعة قبل الرفع من الركوع حتى لا تفوته الركعة وقد قال صلى الله عليه وسلم إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ فَلاَ تَأْتُوهَا تَسْعَوْنَ وَأْتُوهَا تَمْشُونَ عَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا روه مسلم ومن الأخطاء أن بعض الناس إذا دخل المسجد صلاة الجمعة ووجد المؤذن يؤذن الآذان الثاني جلس قبل أن يصلي ركعتين والنبي صلى الله عليه وسلم يقول إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَجْلِسَ ؛ ومنهم من يقف ينتظر ويتابع الآذان وهذا خطأ والصواب هو أن يباشر بتحية المسجد ليتفرغ لسماع الخطبة ثم عباد الله إن بعضاً من الناس يدخلون المسجد وقد أقيمت صلاة الفجر فيشرعون في صلاة سنة الفجر وينقرونها نقرا وهذا فعل خاطئ والصواب أن يدخل مع الإمام في الصلاة ويقضي السنة بعد الصلاة فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ قَالَ إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ فَلاَ صَلاَةَ إِلاَّ الْمَكْتُوبَةُ رواه البخاري ومسلم وأحذر أخي المسلم من المرور أمام المصلي ففي صحيح مسلم قال رسول الله لَوْ يَعْلَمُ الْمَارُّ بَيْنَ يَدَىِ الْمُصَلِّى مَاذَا عَلَيْهِ لَكَانَ أَنْ يَقِفَ أَرْبَعِينَ خَيْرًا لَهُ مِنْ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ . ومن أراد أن يصلي النوافل فعليه أن يتخذ سترة له فقد كان النبي يحرص أشد الحرص هو وأصحابه على اتخاذ سترة للصلاة. ثم عباد الله لا تفوتوا على أنفسكم أجر الأذكار التي بعد الصلاة فكثير من الناس لا يأتي بها ويستعجل الخروج من المسجد ويكون بذلك قد فوت علي نفسه خيرا كثير
وبارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني ........... الخطبة الثانية
الحمد لله القائلوَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وخيرته من خلقه ما زال يوصي ويقول : صلوا كما رأيتموني أصلي
أما بعد :فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله عز وجل ؛ واعلموا أن الصلاة عبادة عظيمة تتعلَّق بها عبادة أخرى فَعَلَها الأنبياء وصَبَر عليها الصالحون وشعر بأهميتها الأولياء وأمر بها المتقون إنها أمر الأهل والأبناء بالصلاة وحثهم عليها وتفقُّدُهم في هذا الشأن العظيم وتتبُّعُهم والصبر على ذلك لتعويدهم عليها وتنشئتهم على حبِّها ، وغرس قدرها في قلوبهم ، وتأكيد مكانتها في نفوسهم ذلك أنه ما من ناشئ إلا وينشأ على ما عوَّده عليه أبوه أو أخذه به مربُّوه، فمن عُوِّدَ منذ تمييزه على المحافظة على الصلاة، تعوَّد ذلك بعد بلوغه وسهل عليه ، ومن تُرِك له الحبل في هذا الجانب على الغارب منذ صغره، أو نشأ في أسرة لا تقيم لذلك وزنًا، صَعُبَ عليه بعد ذلك القيام بها ، وثقلت عليه المحافظة عليها ؛ إذن عباد الله لابد أن يكون الأب والأم قدوة حسنة لأبنائهم ، بأن يكونا حريصين على أداء الصلاة في أوقاتها،لابد أن يرى الأبناء أبوهم إذا حان وقت الصلاة يبادر إلى المسجد ، أما ما يكون من بعض الآباء من تهاون وعدم حرص على الصلاة فإن ذلك يغرس في أبنائهم التهاون بالصلاة لأن فاقد الشيء لا يعطيه. قال مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين،واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين) وفي هذا التوجيه النبوي الكريم من حسن التدرج واللطف بالصغير الشيء الكثير فهو يُدعى إلى الصلاة وهو ابن سبع سنين ولا يضرب عليها إلا عند العاشرة من عمره ، ويكون خلال هذه الفترة قد نودي إلى الصلاة وحُببت إليه أكثر من خمسة آلاف مرة ، ومن واظب عليها بهذا الشكل المتواصل المكثف، أصبح حب الصلاة والمسجد في قلبه و يجرى في دمه ، وكان كافيًا لتأكيد أهميتها في نفسه ، ولأصبحت جزءاً من حياته ومن أعظم أعماله ، وَلَتَيَقَّنَ أنها فريضة مُحْكمة وركن مَتِين من أركان الدين. ولقد كان من دأب أنبياء الله المرسلين وعباده الصالحين الأمر بالصلاة ، ودعاء الله أن يعينهم وأبناءهم على إقامتها ؛ قال تعالى عن خليله إبراهيم عليه السلام رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ وقال عن إسماعيل عليه السلام وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا وكان من وصايا لُقْمان الحكيم لابنه كما جاء في القرأن يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِوبهذا الأمر العظيم أمر الله خاتم الأنبياء فقال سبحانه وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا وهو أمر للأمة من بعد نبيِّها واجب عليها امتثاله والاصطبار عليه إبراءً للذمة وأداءً للواجب وقيامًا بحق الرعية التي سيُسْأَلون عنها يوم القيامة؛ قال كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته ، حتي قال والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته )رواه البخاري ومسلم وقال الله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ والإحسان إلي الأبناء والحرص على تربيتهم التربية الدينية الصحيحة التي ترضي الله تعالى أداء للأمانة وإهمالهم والتقصير في حقوقهم غش وخيانة. قال مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلاَّ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ متفق عليه. وأَنَّى لأبٍ لا يأمر أبناءه بالصلاة أن يكون قد نصح لهم أو أدَّى ما عليه من واجب تجاههم يقول ابن القيم رحمه الله من أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى، فقد أساء غاية الإساءة وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم وترك تعليمهم فرائض الدين وسنُنه فأضاعوهم صغاراً ، فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كباراً . فاتقوا الله في أبنائكم فإنهم أمانةٌ في أعناقكم مروهم بالمحافظة على الصّلوات وحضور الجُمَع والجماعات رغِّبوهم ورهّبوهم وشجّعوهم بالحوافز والجوائز ، نشِّئوهم على حبِّ الآخرة وكونوا لهم قدوةً صالحة . ثم أعلموا أن الزوج مسئول عن زوجته أمام الله قال تعالى الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ففي هذه الآية أن الرجل مسئول على المرأة وقوّام عليها وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال والرجل راعٍ على أهل بيته ومسئول عن رعيته وأهم ما يجب على الراعي توجيه رعيته إليه ، القيام بأمر الله بفعل ما أوجب الله وترك ما حرّم ، فعلى الزوج أن يأمر زوجته بما أوجب الله عليها وينهاها عما حرّم وأعظم الواجبات على المسلم الصلوات الخمس ، فالواجب على الزوج أن يأمر زوجته بأدائها وبالمحافظة عليها ، ولا يجوز له أن يتهاون في ذلك وكذلك سائر الواجبات وألا يرضى بزوجة لا تصلي أو تترك بعض الأوقات ، فأمر الزوجة التي لا تصلي خطير جدا على الأسرة والأبناء والبنات فعن النبي قال رَحِمَ اللَّهُ رَجُلاً قَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّى وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ فَإِنْ أَبَتْ نَضَحَ فِى وَجْهِهَا الْمَاءَ) وكان إذا طلع الفجر ، جاء إلى باب علي وفاطمة رضي الله عنهما ، فقال الصلاة الصلاة وقد قال الله تعالى وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا وقال تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ وقال علموهم وأدبوهم . فأنتبهوا يا عباد الله واتقوا الله وخافوا عذابه اتقوا الله وخافوا على أولادكم وأهلكم من النار ، قَالَ جَلَّ وَعَلا وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنسَاهُم أَنفُسَهُم أُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ
ابو وهب- متميز
- عدد المساهمات : 24
نقاط : 62
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 12/11/2020
صفحة 2 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى