منتديات عبدالرزاق احمدسعيدالشرعبي
السلام عليكم نتمنالكم وقت ممتع

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات عبدالرزاق احمدسعيدالشرعبي
السلام عليكم نتمنالكم وقت ممتع
منتديات عبدالرزاق احمدسعيدالشرعبي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أركان الإسلام

اذهب الى الأسفل

أركان الإسلام  Empty أركان الإسلام

مُساهمة من طرف ساعي البريد الثلاثاء نوفمبر 24, 2020 9:08 am

الخطبة الأولى أركان الاسلام الركن الأول ( معني لا اله الا الله ) ‏‏الخميس ‏، 18‏ ربيع ثاني 1439 إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، جلّ عن الشبيه وعن الندِّ وعن النظير ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ) وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ، ومن سار على نهجه واقتفى أثره واستقام على سنته ، ودعا بدعوته إلى يوم الدين أما بعد: فاتقوا الله عباد الله ، واعلموا أن هذا الدين الذي منَّ الله به علينا ورضيه لنا ، وأكرمنا بالانتساب إليه ، هو دِينُ المِلَّةِ الكامِلَةِ وَالشريعَةِ العادِلَةِ، تَتَجَلَّى في أحكامِهِ حِكَمُهُ، وفي تَشْريعاتِهِ مَحاسِنُهُ وفي تكاليفِهِ آثارُهُ ومقاصِدُهُ، وفي أركانِهِ عَظَمَتُهُ ورِفْعَتُهُ هو الدين الذي أمر الله به جميع الناس ، وآمن به رسل الله وأعلنوا إسلامهم لله، وأعلن الله تعالى بأنه الدين الحق فقال تعالى إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وأنه لا يقبل من أحد دينا سواه فقال تعالى وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ كمّله الله ورضيه لعباده ، فقال سبحانه الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا هو الدين الكامل الشامل الصالح لكل زمان ومكان وأمة ، فهو دين العلم واليسر ، والعدالة والخير ، هو المنهاج الواضح الكامل القويم لشتى مجالات الحياة ، فهو دين ودولة ؛ فيه المنهاج الحق لكل ما يحتاجه البشر في حياتهم الدنيا ، وفيه سعادتهم في الحياة الآخرة بعد الموت ، بني هذا الدين على أسس متماسكة وقواعد مترابطة، إذا اختل منها شيءٌ، تصدع ما سواه ، يقولُ رسولُ اللهِ بُنِيَ الإسلامُ علَى خَمْسٍ شهادَةِ أنْ لا إلهَ إلاّ اللهُ وأنَّ محمداً رسولُ اللهِ، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ ، والحَجِّ، وصَوْمِ رمضانَ . وفي الصحيحين عن عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ لاَ يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلاَ يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِىِّ فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ وَقَالَ يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِى عَنِ الإِسْلاَمِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ الإِسْلاَمُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِىَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلاً، قَالَ صَدَقْتَ. قَالَ فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ قَالَ فَأَخْبِرْنِى عَنِ الإِيمَانِ. قَالَ « أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» قَالَ صَدَقْتَ . قَالَ فَأَخْبِرْنِى عَنِ الإِحْسَانِ، قَالَ« أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ»وقَالَ في آخر الحديث (فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ هذه عباد الله أركان هذا الدين ودعائمه التي لا يقوم بناؤه إلا عليها ولا يكون الإنسان مسلما حقًّا حتى يُؤمن بها ويؤديها ، لذا فالواجب على كل مسلم دراستها وتعظيمها ومعرفتها على حقيقتها حق المعرفة والمحافظة عليها والحذر من كل ما يبطلها أو ينقص أجرها . وسنتناول إن شاء الله تعالى هذه الأركان بشيء من التفصيل وذلك حسب ترتيب أولويتها في الحديث الشريف ، سائلين المولى عزَّ وجل التوفيق والرشاد، واعلموا عباد الله، أن أعظم هذه الأركان وأول هذه الدعائم التي يقوم عليها هذا الدين الشامخ القوي . شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً عبده ورسوله ويالها من شهادة تتعطُر بها الأفواه وتنشرح بها القلوب ، وتتهيج بها الأرواح ، وتهتز لعظمتها الأرض والسماء قال رسول الله مَا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ إِلاَّ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ)متفق عليه. هي عنوان الإسلام وكلمة التقوى والعروة الوثقى وأساس الدين وأصله ورأس أمره شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ لا إله إلا الله هي نور الإيمان وأطيب الكلام وأفضل الأعمال، فالمسلم عندما يقول هذه الكلمة، يلتزم بعبادة الله وحده مخلصًا له الدين ويعلن البراءة من الشرك والمشركين ، فإن وفى بهذا الالتزام فقد حقق دين الإسلام وفاز بدار السلام ، وإلا فمجرد النطق بها من غير علم بمعناها ولا عمل بمدلولها ومقتضاها لا يفيد الإنسان شيئًا ، ولا يكفي للدخول في الإسلام أو البقاء عليه لهذا يجب أن يكون المسلم عالمًا بمعناها، عاملاً بمقتضاها من نفي الشرك وإثبات الوحدانية لله ، فمعنى لا إله إلا الله ، لا معبود بحق في الكون إلا الله جل جلاله وحده ، وكل ما عُبد سوى الله فهو معبود بالباطل ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ ، معناها إخلاص العبادة لله وحده واجتناب عبادة ما سواه ، فالله سبحانه وحده الخالق الرازق المعطي المانع وحده سبحانه من يفرج الكروب، ويغيث الملهوف ويجيب المضطر ، ويكشف البلوى، ويشفي المرضي ، ويحيي ويميت ، وحده سبحانه من يرفع ويخفض، ويعز ويذل، ويغني ويفقر. فلابد أن تتحقق هذه المعاني في نفس من قال لا إله إلا الله،وأن يحققها واقعاً ملموساً في حياته، بتجريد العبادة لله وحده ليصل إلى صحة العقيدة وسلامة التوحيد. وهذه هي دعوة جميع الأنبياء والرسل ، قال تعالى وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ كلهم قالوا لقومهم يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وعَنْ مُعَاذٍ رَضِي اللَّه عَنْه قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّه يَا مُعَاذُ هَلْ تَدْرِي مَا حَقَّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ وَمَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ)قَالَ:اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَحَقَّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ أَنْ لا يُعَذِّبَ مَنْ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا) إذن عباد الله ليست لا إله إلا الله اسم لا معنى له،أو قول لا حقيقة له ،أو لفظ لا مضمون له ، بل هي اسم لمعنى عظيم وقول له معنى جليل هو أجل المعاني " لا إله إلا الله إفرادُ الله جلّ وعلا بالعبادة والبراءةُ الكاملة من عبادةِ كلِّ ما سواه من الوسطاء والشفعاءِ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ وَأُمِرْتُ لأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ. من عرف معني "لا إله إلا الله " وفهم مدلولها ومقتضاها لا يصرِف شيئًا مِن العِبادة والتديُّن لغير الله ويَكْفُر بجميع ما يُعبد من دون الله ويبرأُ إلى الله من ذلك لا يسأَل إلاّ الله ولا يدعُوا ولا يرجُوا إلا إيّاه ، ولا يستغيث إلا به ولا يتوكَّل إلا عليه ، ولا يذبح ولا ينذُر إلاّ له، ولا يَرجو كشفَ الضرٍّ ولا جَلبَ النَفعٍ إلاّ منه وحدَه ، يقول عزّ شأنه وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ وأخبر فيما رواه عنه البخاري أن من قالها من قلبه مؤمنا بها مبتغيًا بذلك وجه الله ومات عليها ولم يناقضها بشرك نجا من النار ودخل الجنة. قال فَإِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ:لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ )
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
الخطبة الثانية
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ، كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد : فاتقوا الله عباد الله ، واعلموا أن التوحيد هو حق الله على عباده ، وهو إفراد الله بالعبادة ، والعبادة : اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه ، من الأقوال والأفعال ، الظاهرة والباطنة
وهى أنواع كثيرة: ومنها الدعاء : وهو طلب الحاجات التي لا يقدر عليها إلا الله تعالى ، مثل إنزال المطر ، وشفاء المريض وتفريج الكربات التي لا يقدر عليها المخلوق،ومثل طلب الجنة والنجاة من النار، وطلب الأولاد، والرزق والسعادة، ونحوِ ذلك فهذا كله لا يطلب إلا من الله ، فمن طلب شيئا من ذلك من المخلوق حيًّا كان أو ميتا فقد عبده، قال الله تعالى آمرا عباده بدعائه وحده وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا وقال تعالى مخبرا أن هولاالمدعوين من دونه لا يملكون لأحد نفعا ولا ضرًّا قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ومن العبادة أيضا : الذبح والنذر فالنذر عبادة لا يكون إلا لله والذبح وتقريب القرابين كذلك ، فلا يصح أن يتقرب الإنسان بسفك دم أو بتقريب قربان أو بنذر إلا لله وحده، ومن ذبح لغير الله، كمن يذبح للقبر أو للجن فقد عبد غير الله واستحق لعنة الله قال الله تعالى قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ وقال الرسول فيما رواه مسلم « لعن الله من ذبح لغير الله » ومن أنواع العبادة : الاستغاثة والاستعانة والاستعاذة : فلا يُستغاثُ ولا يُستعان ولا يُستعاذ إلا بالله وحده قال الله تعالى إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ وقال سبحانه قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ.مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وقال الرسول فيما رواه الطبراني «إنه لا يُستغاث بي وإنما يُستغاث بالله»وقال فيما رواه الترمذي«إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله». ومن العبادة كذلك : التوكل والرجاء والخشوع: فلا يتوكل الإنسان إلا على الله ، ولا يرجو إلا الله، ولا يخشع إلا لله وحده، قال الله تعالى وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ وقال الله تعالى إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ إذن عباد الله من أشرك مع الله غيره في أي عبادة من العبادات فهو مشرك ضال وإن ادّعى الإسلام وصلّى وصام وحج البيت ونطق بلا إله إلا الله محمد رسول الله ؛ لأن الناطق بها ، لا يعتبر موحدا لله مؤمنا بالله حتى يعرف معناه ، ويعمل بمدلولها وهو عبادة الله وحده والخروج من عبادة المخلوق وشريعته إلى عبادة الخالق وشريعته وحده لا شريك له. واعلموا عباد الله أن كفار قريش كانوا لا يُنكرون وجود الله ولا يُنكرون أن الله هو الخالق الرازق وأنه هو الذي يدبر الأمور ويصرِّفها وأنه هو الإله المعبود ، وأنه لا أحد يشارك الله جل وعلا في ذلك ويخلصون له الدعاء و العبادة في الشدائد ، يعلمون هذا تماماً ويقرون به ، ولكن ذلك لم يدخلهم في الإسلام ، قال تعالى وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ . وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ . وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ يعلمون أن هذه الوسائط التي يدعونها من دون الله ما تملك مع الله شيئاً ، لا تنفع ولا تضر ومع ذلك ولأنهم لم يخلصوا العبادة لله وحده ، فجعلوا بينهم وبين الله وسائط وشُفَعَاءَ يدعونهم ويستغيثون بهم ويذبحون لهم وينذرون ، عدَّهم الله مشركين وأحل دماءهم وأموالهم حتى وهم مقرّين بأن الله هو الخالق الرازق الذي يملك السماوات والأرض ومن فيهن . ظلوا مشركين ولم يدخلهم ذلك في الإسلام حتى أقرّوا واعترفوا بأن العبادة حق لله سبحانه وتعالى وحده ، وتركوا عبادة الأصنام والأوثان والأحجار والأشجار، وأخلصوا العبادة لله وحده ، حينئذٍ صاروا مسلمين . وما أكثر من يفعل فعل المشركين ممن يدَّعُون الإسلام في هذا الزمان، الذين فهموا لا إله إلا الله فهماً سيئاً خاطئاً ، بعيداً كل البعد عن المعنى الأساسيالذي جاء به جميع الأنبياء ، فانحازوا إلى أصحاب القبور ، والتجئوا إليهم واستغاثوا بهم وتضرعوا أمام أعتابهم فقبلوها وتمسحوا بها ، بل لقد طافوا بها وذبحوا لها الذبائح والقرابين ، وهذا عبادة لغير الله ، فاعلها ليس بمسلم وإن ادّعى الإسلام ، وقال لا إله إلا الله محمد رسول الله ، والله تعالى يقول فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ويقول وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ويقول إن الشرك لظلم عظيم والظلم عباد الله، هو وضع الشيء في غير موضعه ولا ريب أن عبادة غير الله ظلم عظيم . فمن قال لا إله إلا الله ولا أعبد إلا الله ولكنه إذا وقعت له حاجة أو مصيبة أو مسه شر يدعوا غير الله ويستغيث بغير الله أو يرجو غير الله أو يذبح على القبور والأضرحة ويستغيث بأهلها من الأموات ويلجئوا إليهم ويدعوهم لقضاء حاجته. هذالا يفهم أن أعماله هذه التي يتقرب بها إلى الأموات هي ذات العبادة التي هي من حق الله وحده لا شريك له وبالتالي هو لم يحقق شيئًا من معنى لا إله إلا الله بل نطق بلا إله إلا الله ووقع في ضدها وبالتالي فهو مشرك بالله العظيم ولو نطق بلا إله إلا الله لأن لا إله إلا الله لا تنفع من قالها وهو يصرف العبادة التي هي من حق الله وحده لغير الله ، فجوهر التوحيد جوهر معني لا إله إلا الله ألا تعبد إلا الله أن تخلص عبادتك لله ، العبادة بجميع أنواعها لا بد أن تُصرَف لله وحده دن ما سواه ، هذا معنى كلمة التوحيد (لا إله إلا الله ) الذي يجب على كل مسلم أن يعرفه ، وأن يعمل به لكي يكون مسلما حقًّا . قال تعالى قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا لأن العمل وإن كان صالحاً يفسده الشرك ويبطله . فالعمل لا يقبل إلا بشرطين :الأول: الإخلاص لوجـه الله تعـالى والثـاني: المتـابعة للرسـول . عندها تكون قد وصلت إلى تحقيق لا إله إلا الله وفهمت معناها : فاتقوا الله رحمكم الله: واعبدوا ربكم وأخلصوا دينكم لله،وحققوا توحيدكم فإن نعمة التوحيد يخرج بها قلب العبد من ظلمات الشرك وجهالاته إلى نور الإيمان بالله وتوحيده ، يخرج من المذلة لأرباب متفرقين إلى العزة بعبادة رب الأرباب
ساعي البريد
ساعي البريد
متميز
متميز

عدد المساهمات : 59
نقاط : 173
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 13/06/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى