منتديات عبدالرزاق احمدسعيدالشرعبي
السلام عليكم نتمنالكم وقت ممتع

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات عبدالرزاق احمدسعيدالشرعبي
السلام عليكم نتمنالكم وقت ممتع
منتديات عبدالرزاق احمدسعيدالشرعبي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الخطبه بعنوان الطهاره

اذهب الى الأسفل

الخطبه بعنوان الطهاره  Empty الخطبه بعنوان الطهاره

مُساهمة من طرف ساعي البريد الإثنين نوفمبر 23, 2020 9:19 pm

الخطبة الأولى .................... الطهارة ‏2 ................. ‏الخميس‏، 16‏ جمادى الثانية‏، 1440
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
أما بعد : عباد الله فأوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل ، فهي وصيته للأولين والآخرين وَلَقَدْ وَصَّيْنَا ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّـٰكُمْ أَنِ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ فاتقوا الله واعبدوهواسجدوا له وافعلوا الخير لعلكم تفلحون، واعلموا أن أعظم نعمة أنعم الله بها علينا هي نعمة الإسلام ، وهو الاستسلام لله تعالى وأن العبادات شرعت لهذه الغاية لتحقيقُ العبودية الخالصة لله سبحانه كما قال تعالى وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ وإدراك تلك الغاية من أعظم ما يعين العبد على القيام بالعبادة على أكمل صورة . هذا وإن من العبادات التي تنمّ عن قوة الإيمان واستشعار مطالعة الرب سبحانه وتعالى وعمارة القلب بالخوف منه ؛ الاغتسالَ من الجنابة ؛ كذلك هي من أعظم ما تُكفّر به الذنوب ، كما قال الله تعالى مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ وقال رسول الله📷 في الحديث الذي رواه مسلم إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ - أَوِ الْمُؤْمِنُ فَغَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَ مِنْ وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بِعَيْنَيْهِ مَعَ الْمَاءِ أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ ، فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَ مِنْ يَدَيْهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ كَانَ بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مَعَ الْمَاءِ ، أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ ، فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتْ كُلُّ خَطِيئَةٍ مَشَتْهَا رِجْلَاهُ مَعَ الْمَاءِ ، أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ حَتَّى يَخْرُجَ نَقِيًّا مِنَ الذُّنُوبِ .هذا في الوضوء الذي تختص به بعض الأعضاء ؛ فكيف بالغسل الذي يعمّ البدن !
والغسل من الجنابة عباد الله شعيرة عظيمة وعبادة جليلة تتوقف على صحتها ، صحة عبادات كثيرة أهمها الصلاة، فكما أن المحدث حدثًا أصغر لا تباح له الصلاة إلا بالوضوء فكذلك من أصابه حدث أكبر لا تباح له الصلاة إلا بعد أن يغتسل . لذا كان الغسل من الجنابة من ألزم ما ينبغي للعبد تعلمه والتفقه فيه ؛ وذلك من خلال معرفة أسبابه ومحظوراته وصفته وآدابه ؛ ليؤدي تلك الأمانة كاملة كما شرعها الله تعالى واعلموا عباد الله أن للغسل أسباب وموجبات ؛ منها الجماع ، فإذا جامع الرجل زوجته وجب عليهما الغسل لقوله📷فيما روي عنه في الموطأ( إِذَا مَسَّ الْخِتَانُ الْخِتَانَ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ ) وجب عليهما الغسل ولو لم ينزل لما روى مسلم في صحيحه أن رسول الله📷 لما سئل عما يوجب الغسل قَالَ « إِذَا جَلَسَ بَيْنَ شُعَبِهَا الأَرْبَعِ ثُمَّ جَهَدَهَا فَقَدْ وَجَبَ عَلَيْهِ الْغُسْلُ وَإِنْ لَمْ يُنْزِلْ » «ويجب الغسل أيضا بخروج المني ولو لم يكن هناك جماع إما بالتفكر أو بالاحتلام في النوم أو لأي سبب كان ؛ والاحتلام عباد الله على ثلاث حالات ؛ فمن تذكر أنه احتلم في نومه عندما استيقظ ورأى بللاً في ثوبه فهذا يغتسل بالاتفاق . وهذه هي الحالة الأولى وأما الحالة الثانية : أن يرى أثر الماء في ثوبه ولا يذكر احتلاماً فهذا أيضا يغتسل . وأما الحالة الثالثة أن يرى احتلاماً في نومه ولا يرى بللاً ولا أثراً في ثوبه فهذا ليس عليه شيء فإنما هو مجرد خيالات فقط ، لقوله📷 لما سألته أُمَّ سُلَيْمٍ قالت : يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحِي مِنَ الْحَقِّ هَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ غُسْلٌ إِذَا احْتَلَمَتْ قَالَ نَعَمْ إِذَا رَأَتِ الْمَاءَ . فالغسل يجب بالجماع ولو بدون إنزال ويجب بخروج المني ولو بدون جماع ، وهذا يسمى غسل الجنابة ، فيجب على البالغين أن يتعلموا ذلك وأن يتفقهوا فيه لأن بعض الفتيان يبلغون ويحتلمون وربما لا يعرفون أن الغسل واجب عليهم فالواجب أن يتعلم الشاب إذا بلغ وأن يتفقه في الدين وألا يستحي من السؤال عن أمور دينه . تقول عائشة رضي الله تعالى عنها نِعْمَ النِّسَاءُ نِسَاءُ الأَنْصَارِ لَمْ يَمْنَعْهُنَّ الْحَيَاءُ أَنْ يَتَفَقَّهْنَ فِي الدِّينِ" فالحياء عباد الله لا يمنع من مناقشة هذه الأمور وعرضها وبحثها مع من يحتاج إليها لأنها من الدين وتتوقف عليها صحة عبادات كثيرة . هذه هي عباد الله أسباب وموجبات غسل الجنابة ؛ فإذا حصل من المكلف شيء من هذه الأمور التي ذكرت ، توجب عليه أن يغتسل ليؤدي عبادته وهو على طهارة التي هي شرط أساسيا لصحة بعض العبادات ؛ وهناك أيضاً أمورٌ أخرى تُوجب الغُسلَ عند أهل العلم غير غسل الجنابة منها غسل الحيض وغسل النفاس فإذا رأت المرأة الطهر تغتسل ، وهناك غسل مستحب للجمعة إذا أراد المسلم أن يذهب للجمعة يغتسل وإذا مات الميت يغسل،رجل كان أو امرأة فتغسيله واجب وهكذا إذا أسلم الكافر يؤمر بالغسل أما صفةوشروط الغسل الصحيح من الجنابة فينوي من عليه الحدث الاغتسال من الجنابة ، والنية شرط لصحة كل عبادة ومحلها القلب لا تنطق باللسان، ثم يسمي ؛ والتسمية هنا واجبة عند الحنابلة بينما هي مستحبة عند جمهور العلماء ، ثم يغسل كفيه ثلاثا،ثم يغسل عورته،ثم يتوضأ وضوءه للصلاة،ثم يحثي الماء على رأسه ثلاث مرات يعممه بها ويروي أصول شعره ، ثم يفيض الماء على سائر بدنه لا يترك منه شيئا لا يصل إليه الماء لأنه لو بقي منه شيء ولو قليل لم يغسله لم تصح طهارته حتى يغسله وهنا قال بعض العلماء بوجوب المضمضة والاستنشاق في الغسل وأنه لا يصح الغسل بدونها كما هو الحال في الوضوء ، لقوله تعالى فَاطَّهَّرُوا والطهارة تشمل كامل البدن بما فيه داخل الأنف والفم ومن كان في أعضاء طهارته جرح لا يضره الماء وجب عليه غسله فإن كان يضره غسله مسح عليه فإن كان يضره المسح تيمم عنه وإذا كان على أعضاء طهارته جبس مغلف على كسر أو لصقة مشدودة على جرحٍ أو على ألم مسح عليه حتى يبرأ سواء في الحدث الأصغر أو الجنابة وأما المريض الذي يتعذر عليه استعمال الماء لعجزه عنه أو تضررهباستعماله يجوز له أن يتمم حتى يزول عذره لقول الله تعالى وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ وكيفيَّةُ التَّيمَّمِ: أن يَضربَ الأرضَ الطَّاهرةَ بيديه ضَربةً واحدةً يمسحُ بهما جميعَ وجهِه ، ثم يمسحُ كفيه بعضَهما ببعضٍ، كما صحَّ عن النَّبيِّ📷أنه علَّمَ عمَّاراً رضيَ اللهُ عنه قالَ: إنَّما يكفيكَ أن تضربَ بيدِكَ الأرضَ ضربةً واحدةً ، ثم تَمسحُ بهما وجهَك وكفيكَ " فإن لم يستطعْ المريض أن يتطهَّرَ بنفسِه فإنه يوضئُه شخصٌ آخر أو يُيممُّه إن لم يستطعْ الوضوءَ فيضربُ الشَّخصُالأرضَ الطاهرةَ بيديه ويمسحُ بها وجهَ المريضِ وكفيه ؛ ولكن اعلموا عباد الله أنه إذا وجد الماء وكان الإنسان قادرا على استعماله فعليه أن يغتسل إن كان تيممه عن جنابه،وأن يتوضأ إن كان تيممه عن حدث أصغر . فمن يكون الماء عنده وفي إمكانه أن يستعمله في الطهارة ولكنه يتهاون ويتمم ويصلي وهو قادر على استعمال الماء فإن صلاته باطلة غير مقبولة منه لقول النبي📷لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ وهذا يعتبر محدث ولم يتوضأ مع قدرته على استعمال الماء فتكون بذلك صلاته غير مقبولة بمقتضى كلام النبي 📷 واعلموا عباد الله أنه كما تجب الطهارة من الحدث بالوضوء أو الاغتسال ؛ تجب الطهارة من النجاسة أيضا فيجب أن يصلي المرء ببدن طاهر وبثياب طاهرة ، وفي بقعة طاهرة واذا أصابت البدن أو الثوب أو البقعة نجاسة وجب غسلها بالماء حتى تزول وأما ما يتعلقُ بطهارةِ بدنِ المريضِ وثيابِه فإنه يَجبُ على المريضِ ، أيضا أن يُطهِّرَ بدنَه من النَّجاساتِ ، فإن كانَ لا يستطيعُ صلى على حالِه وصلاتُه صحيحةٌ ولا إعادةَ عليه . كذلك يجبُ على المريضِ أن يصليَ على شيءٍ طاهرٍ، فإن تنجَّسَ مكانُه وجبَ غسلُه أو إبدالُه بشيءٍ طاهرٍ أو يفرشَ عليه شيئاً طاهراً، فإن لم يتمكنْ من ذلك صلى على حالِه وصلاتُه صحيحةٌ ولا إعادةَ عليه ؛ ونعلم من هذا عبادَ اللهِ أنه لا يجوزُ للمريضِ أن يؤخرَ الصَّلاةَ عن وقتِها بسبب العجزِ عن الطَّهارةِ ، بل يَتطهَّرَ بقدرِ ما يمكنُه ثم يُصلي الصلاةَ في وقتِها ، ولو كانَ على بدنِه وثوبِه أو مكانِه نجاسةٌ يَعجزُ عنها فاتقوا الله عباد الله ولا تكونوا ممن يتساهل في شأن الطهارة فلا يتمها كما أمر الله وقد يصلي طول عمره أو غالبه من غير طهارة صحيحة فلا تصح صلواته ؛ وأعلموا عباد الله أن الحدث كما يمنع من الصلاة كذلك يمنع من فعل كل ما يشترط له الطهارة من مس المصحف وقراءة القرءان والمكث في المسجد والطواف وأعلموا أيضا أن النبي 📷 قد نهى عن الإسراف في الماء في الوضوء والاغتسال قال تعالى مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَبين سبحانه أن الحكمة في ذلك تطهير المسلم من الحدث والنجاسة ، وتطهيره من الخطايا ومن الذنوب . فاتقوا الله عباد الله و أشكروه على نعمه وتيسره وقوموا بما أوجب عليكم من الطهارة من غير غلو ولا تقصير لتكونوا ممن قال الله فيهم وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ . الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ونسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين وأن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا .......... وبارك الله لي ولكم في القرءان العظيم .......... الخطبة الثانية ..........
الحمدَ للهِ الذي جعلَ الصَّلاةَ عمودَ الدِّينِ ، وقالَ سبحانَه وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ . الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ وأشهَدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له ، حثَّ على إقامةِ الصَّلاةِ في كتابِه المبينِ وأشهَدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه ، كانَ آخرُ وصيَّتِه لأمتِه عندَ خروجِه من الدُّنيا الصَّلاةَ لما لها من الأهميةِ في الدِّينِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آلِه وأصحابِه ، الطَّيِّبينَ الطَّاهرينَ ، وسلمَ تسليماً كثيراً
أَمَّا بَعْدُ : عباد الله : إِنَّ الصَّلَاةَ هِيَ الرُّكْنُ الثَّانِي مِنْ أَرْكَانِ الإِسْلامِ وَهِيَ أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ عَنْهُ الْعَبْدُ مِنْ عَمَلِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَهِيَ صِلَةٌ بَيْنَ الْعَبْدِ وَرَبِّهِ، وَهِيَ مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ انْشِرَاحِ الصَّدْرِ، وَنُورِ الْقَلْب وَإِنَّ الْمَرِيضَ كَغَيْرِه مُطَالَبٌ بِأداء الصَّلَاةِ عَلَى مَا جَاءَتْ بِهِ الشَّرِيعَةُ السَّمْحَاءُ وَالْمِلَّةُ الغَرَّاء. وَأَمَّا كَيْفِيَّةُ صَلَاةِ الْمَرِيضِ ، فَهِيَ كَمَا يَلِي: يَجِبُ عَلَى الْمَرِيضِ أَنْ يُصَلِّيَ الْفَرِيضَةَ قَائِمَاً وَلَوْ مُنْحَنِيَاً أَوْ مُعْتَمِدَاً عَلَى جِدَارٍ أَوْ عَصَا ؛ لِعُمُومِ قَوْلِ اللهِ تعالى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ فَإِنْ كَانَ لا يَسْتَطِيعُ الْقِيَامَ صَلَّى جَالِسَاً ، فَإِنْ كَانَ لا يَسْتَطِيعُ الصَّلاةَ جَالِسَاً صَلَّى عَلَى جَنْبِهِ مُتَوَجِّهَاً إِلَى الْقِبْلَةِ ، وَالْجَنْبُ الأَيْمَنُ أَفْضَلُ فَإِنْ لَمْ يَتَمَكَّنْ مِنَ التَّوَجُّهِ إِلَى الْقِبْلَةِ صَلَّى حَيْثُ كَانَ اتِّجَاهُهُ وَصَلاتُهُ صَحِيحَةٌ وَلا إِعَادَةَ عَلَيْهِ . فَإِنْ كَانَ لا يَسْتَطِيعُ الصَّلاةَ عَلَى جَنْبِهِ صَلَّى مُسْتَلْقِيَاً على ظهره ورِجْلَاهُ إِلَى الْقِبْلَةِ ، وَالأَفْضَلُ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ قَلِيلاً لِيَتَّجِهَ إِلَى الْقِبْلَةِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ تَكُونَ رِجْلَاهُ إِلَى الْقِبْلَةِ صَلَّى حَيْثُ كَانَتْ ، وَلا إِعَادَةَ عَلَيْهِ . وَيَجِبُعَلَى الْمَرِيضِ : أَنْ يَرْكَعَ وَيَسْجُدَ فِي صَلاتِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَوْمَأَ بِهَمَا بِرَأْسِهِ ، وَيَجْعَلُ السُّجُودَ أَخْفَضَ مِنَ الرُّكُوعِ ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ الرُّكُوعَ دُونَ السُّجُودِ رَكَعَ حَالَ الرُّكُوعِ وَأَوْمَأَ بِالسُّجُودِ، وَإِنِ اسْتَطَاعَ السُّجُودَ دُونَ الرُّكُوعِ سَجَدَ حَالَ السُّجُودِ . وَأَوْمَأَ بِالرُّكُوعِ، فَإِنْ كَانَ لا يَسْتَطِيعُ الإِيمَاءَ بِرَأْسِهِ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ أَشَارَ فِي السُّجُودِ بِعَيْنِهِ، فَيُغْمِضُ قَلِيلاً لِلرُّكُوعِ، وَيُغْمِضُ تَغْمِيضَاً لِلسُّجُودِ وَأَمَّا الإِشَارَةُ بِالإِصْبِعِ ، كَمَا يَفْعَلُهُ بَعْضُ الْمَرْضَى فَلَيْسَ بِصَحِيحٍ ، وَ لا أَصْلَ لَهَا مِنَ الْكِتَابِ أَوِ السُّنَّةِ ، وَلا مِنْ أَقْوَالِ أَهْلِ الْعِلْمِ . فَإِنْ كَانَ لا يَسْتَطِيعُ الإِيمَاءَ بِالرَّأْسِ ، وَلا الإِشَارَةَ بِالْعَيْنِ صَلَّى بِقَلْبِهِ، فَيُكَبِّرُ وَيَقْرَأُ وَيَنْوِي الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ وَالْقِيَامَ وَالْقُعُودَ بِقَلْبِهِ ، وَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى . وَيَجِبُ عَلَى الْمَرِيضِ: أَنْ يُصَلِّيَ كُلَّ صَلاةٍ فِي وَقْتِهَا ، وَيَفْعَلُ كُلَّ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ مِمَّا يَجِبُ فِيهَا ، فَإِنَّ شَقَّ عَلَيْهِ فِعْلُ كُلِّ صَلاةٍ فِي وَقْتِهَا، فَلَهُ الْجَمْعُ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَبَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ ؛ إِمَّا جَمْعُ تَقْدِيمٍ وَإِمَّا جَمْعُ تَأْخِيرٍ ، حَسْبَمَا يَكُونُ أَيْسَرَ لَهُ ، أَمَّا الْفَجْرُ فَلا تُجْمَعُ لِمَا قَبْلَهَا وَلا لِمَا بَعْدَهَا . هذه هي الصلاة عباد الله وهذه أهميته وهذا قدرها ، فهي لا تسقطُ صحةً ولا مرضاً ، ولا حضراً ولا سفراً ، ولا أمناً ولا خوفاً ، ولا عافيةً ولا بلاءً،يُقيمُها العبدُ قائماً أو جالساً أو مُضطجعاً أو مُستلقياً أو ماشياً أو راكباً ، يُقيمُها على كلِّ حالٍ ، فرضَها اللهُ تعالى فوقَ سبعِ سماواتٍ وأوحى بها دونَ واسطةٍ ، كانتْ قرَّةَ عينِ النَّبيِّ📷 وكثيراً ما كانَ يقولُ: أَقِمِ الصَّلَاةَ يَا بِلَالُ أَرِحْنَا بِهَا ؛ صلى حتى تفطَّرتْ قدماه ولما عوتِبَ📷 في ذلكَ قالَ أَفَلاَ أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا " وكانت آخرَ وصاياه ، فماتَ وهو يقولُ "الصلاةَ الصلاةَ ؛ وهكذا كان الصَّحابةُ -رضيَ اللهُ عنهم- مع الصَّلاةِ، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضيَ اللهُ عنهما-، قَالَ: "لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ -رضيَ اللهُ عنه- احْتَمَلْتُهُ أَنَا وَنَفَرٌ مِنَ الْأَنْصَارِ حَتَّى أَدْخَلْنَاهُ مَنْزِلَهُ، فَلَمْ يَزَلْ فِي غَشْيَةٍ وَاحِدَةٍ حَتَّى أَسْفَرَ الصُّبْحُ فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّكُمْ لَنْ تُفْزِعُوهُ بِشَيْءٍ إِلَّا بِالصَّلَاةِ، قَالَ: فَقُلْنَا: الصَّلَاةَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: فَفَتَحَ عَيْنَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَصَلَّى النَّاسُ؟، قُلْنَا: نَعَمْ قَالَ:أَمَا إِنَّهُ لَا حَظَّ فِي الْإِسْلَامِ لِمَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ"، فَصَلَّى وَجُرْحُهُ يَثْعَبُ دَمًا. ثُّمَ سارَ على ذلك التَّابعينَ -رحمَهم اللهُ تعالى-، فها هو عَامِرُ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ -رحمَه اللهُ- يسَمِعُ الْمُؤَذِّنَ وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ –أي: وروحُه تخرجُ-، فَقَالَ: خُذُوا بِيَدِي، فَقِيلَ: إِنَّكَ عَلِيلٌ، قَالَ: أَسْمَعُ دَاعِيَ اللَّهِ، فَلَا أُجِيبُهُ، فَأَخَذُوا بِيَدِهِ، فَدَخَلَ مَعَ الْإِمَامِ فِي صَلاةِ الْمَغْرِبِ، فَرَكَعَ رَكْعَةً ، ثُمَّ مَاتَ .
ساعي البريد
ساعي البريد
متميز
متميز

عدد المساهمات : 59
نقاط : 173
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 13/06/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى