أراك عاصي الدمع
صفحة 2 من اصل 1
أراك عاصي الدمع
أرَاكَ عَصِيَّ الدّمعِ شِيمَتُكَ الصّبرُ،أما للهوى نهيٌّ عليكَ ولا أمرُ ؟بلى أنا مشتاقٌ وعنديَ لوعة ٌ ،ولكنَّ مثلي لا يذاعُ لهُ سرُّ !إذا الليلُ أضواني بسطتُ يدَ الهوىوأذللتُ دمعاً منْ خلائقهُ الكبرُتَكادُ تُضِيءُ النّارُ بينَ جَوَانِحِيإذا هيَ أذْكَتْهَا الصّبَابَة ُ والفِكْرُمعللتي بالوصلِ ، والموتُ دونهُ ،إذا مِتّ ظَمْآناً فَلا نَزَل القَطْرُ!حفظتُ وضيعتِ المودة َ بينناو أحسنَ ، منْ بعضِ الوفاءِ لكِ ، العذرُو ما هذهِ الأيامُ إلا صحائفٌلأحرفها ، من كفِّ كاتبها بشرُبنَفسي مِنَ الغَادِينَ في الحَيّ غَادَة ًهوايَ لها ذنبٌ ، وبهجتها عذرُتَرُوغُ إلى الوَاشِينَ فيّ، وإنّ ليلأذْناً بهَا، عَنْ كُلّ وَاشِيَة ٍ، وَقرُبدوتُ ، وأهلي حاضرونَ ، لأننيأرى أنَّ داراً ، لستِ من أهلها ، قفرُوَحَارَبْتُ قَوْمي في هَوَاكِ، وإنّهُمْوإيايَ ، لولا حبكِ ، الماءُ والخمرُفإنْ كانَ ما قالَ الوشاة ُ ولمْ يكنْفَقَد يَهدِمُ الإيمانُ مَا شَيّدَ الكُفرُوفيتُ ، وفي بعضِ الوفاءِ مذلة ٌلآنسة ٍ في الحي شيمتها الغدرُوَقُورٌ، وَرَيْعَانُ الصِّبَا يَسْتَفِزّها،فتأرنُ ، أحياناً ، كما يأرنُ المهرُتسائلني: " منْ أنتَ ؟ " ، وهي عليمة ٌ ،وَهَلْ بِفَتى ً مِثْلي عَلى حَالِهِ نُكرُ؟فقلتُ ، كما شاءتْ ، وشاءَ لها الهوى :قَتِيلُكِ! قالَتْ: أيّهُمْ؟ فهُمُ كُثرُفقلتُ لها: " لو شئتِ لمْ تتعنتي ،وَلمْ تَسألي عَني وَعِنْدَكِ بي خُبرُ!فقالتْ: " لقد أزرى بكَ الدهرُ بعدنا!فقلتُ: "معاذَ اللهِ! بلْ أنت لاِ الدهرُ،وَما كانَ للأحزَانِ، لَوْلاكِ، مَسلَكٌإلى القلبِ؛ لكنَّ الهوى للبلى جسرُوَتَهْلِكُ بَينَ الهَزْلِ والجِدّ مُهجَة ٌإذا مَا عَداها البَينُ عَذّبَها الهَجْرُفأيقنتُ أنْ لا عزَّ ، بعدي ، لعاشقٍ ؛وَأنُّ يَدِي مِمّا عَلِقْتُ بِهِ صِفْرُوقلبتُ أمري لا أرى لي راحة ً ،إذا البَينُ أنْسَاني ألَحّ بيَ الهَجْرُفَعُدْتُ إلى حكمِ الزّمانِ وَحكمِها،لَهَا الذّنْبُ لا تُجْزَى به وَليَ العُذْرُكَأني أُنَادي دُونَ مَيْثَاءَ ظَبْيَة ًعلى شرفٍ ظمياءَ جللها الذعرُتجفَّلُ حيناً ، ثم تدنو كأنماتنادي طلا ـ، بالوادِ ، أعجزهُ الحضرُفلا تنكريني ، يابنة َ العمِّ ، إنهُليَعرِفُ مَن أنكَرْتِهِ البَدْوُ وَالحَضْرُولا تنكريني ، إنني غيرُ منكرٍإذا زلتِ الأقدامِ ؛ واستنزلَ النضرُوإني لجرارٌ لكلِّ كتيبة ٍمعودة ٍ أنْ لا يخلَّ بها النصرُو إني لنزالٌ بكلِّ مخوفة ٍكثيرٌ إلى نزالها النظرُ الشزرُفَأَظمأُ حتى تَرْتَوي البِيضُ وَالقَنَاوَأسْغَبُ حتى يَشبَعَ الذّئبُ وَالنّسرُوَلا أُصْبِحُ الحَيَّ الخَلُوفَ بِغَارَة ٍ،وَلا الجَيشَ مَا لمْ تأتِه قَبليَ النُّذْرُوَيا رُبّ دَارٍ، لمْ تَخَفْني، مَنِيعَة ٍطلعتُ عليها بالردى ، أنا والفجرُو حيّ ٍرددتُ الخيلَ حتى ملكتهُهزيماً وردتني البراقعُ والخمرُوَسَاحِبَة ِ الأذْيالِ نَحوي، لَقِيتُهَافلمْ يلقها جهمُ اللقاءِ ، ولا وعرُوَهَبْتُ لهَا مَا حَازَهُ الجَيشُ كُلَّهُو رحتُ ، ولمْ يكشفْ لأثوابها سترُو لا راحَ يطغيني بأثوابهِ الغنىو لا باتَ يثنيني عن الكرمِ الفقرو ما حاجتي بالمالِ أبغي وفورهُ ؟إذا لم أفِرْ عِرْضِي فَلا وَفَرَ الوَفْرُأسرتُ وما صحبي بعزلٍ، لدى الوغى ،ولا فرسي مهرٌ ، ولا ربهُ غمرُ !و لكنْ إذا حمَّ القضاءُ على أمرىء ٍفليسَ لهُ برٌّ يقيهِ، ولا بحرُ !وقالَ أصيحابي: " الفرارُ أوالردى ؟ "فقُلتُ: هُمَا أمرَانِ، أحلاهُما مُرّوَلَكِنّني أمْضِي لِمَا لا يَعِيبُني،وَحَسبُكَ من أمرَينِ خَيرُهما الأسْرُيقولونَ لي: " بعتَ السلامة َ بالردى "فَقُلْتُ: أمَا وَالله، مَا نَالَني خُسْرُو هلْ يتجافى عني الموتُ ساعة ً ،إذَا مَا تَجَافَى عَنيَ الأسْرُ وَالضّرّ؟هُوَ المَوْتُ، فاختَرْ ما عَلا لك ذِكْرُه،فلمْ يمتِ الإنسانُ ما حييَ الذكرُو لا خيرَ في دفعِ الردى بمذلة ٍكما ردها ، يوماً بسوءتهِ " عمرو"يمنونَ أنْ خلوا ثيابي ، وإنماعليَّ ثيابٌ ، من دمائهمُ حمرُ
نسايم الشام- مشرف
- عدد المساهمات : 34
نقاط : 93
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 03/07/2013
صفحة 2 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى