الخطوبه الأولى الإيمان بالله
صفحة 2 من اصل 1
الخطوبه الأولى الإيمان بالله
الإيمان بالله الخطبة الأولى ، /ربيع الثاني/1442
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، جلّ عن الشبيه وعن الندِّ وعن النظير (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ،اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ، ومن سار على نهجه واقتفى أثره واستقام على سنته ، ودعا بدعوته إلى يوم الدين
أمّا بعد : عبادَ الله اتقوا الله تعالى وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ . واعلموا عباد الله:أنه من المعلوم بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة أن الأعمال والأقوال لا تصح ولا تقبل إلا إذا صدرت عن عقيدة صحيحة ، فالعقيدةُ الصحيحةُ هي الأساسُ الذي يقوم عليه الدين وتَصحُّ معه الأعمال ، كما قال تعالى فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا وقال تعالى وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ وقال تعالى فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ . أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ فدلّت هذه الآيات الكريمة وما جاء بمعناها وهو كثير ، على أن الأعمال لا تُقبلُ وإن كانت صالحة ، إلا إذا كانت خالصة لله وحده لا شريك له فيها ، ومن ثَمَّ كان إصلاح العقيدة هو أساس دعوة الرسل صلواتُ الله وسلامه عليهم ، فأول ما يدعون أقوامهم إليه هو عبادة الله وحده وترك عبادة ما سواه ، كما قال تعالى وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فكان كلُّ رسول أول ما يقول لقومه اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قالها نوح وهود وصالح وشعيب، وسائر الأنبياء لقومهم. وقد أقام النبيبمكّة ثلاثة عشرة سنة، كلّها أعوامٌ مجرَّدَة للدّعوة للتّوحيد وإصلاح العقيدة ؛ لأن العقيدة هي الأساسُ الذي يقوم عليه بناءُ الدين . والعقيدةُ عباد الله عمل قلبي.هي إيمانُ القلب بالشيء وتصديقه به ، ومعنى العقيدةُ شرعًا ، هي الإيمان بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وبِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ ، وتُسمَّى هذه أركانُ الإيمان هذه الأركانُ الستة هي أصول العقيدة الصحيحة التي بَعَثَ الله بها رسوله محمداً وأدلتها في الكتاب والسنة كثيرة جداً ، فمن ذلك ، قوله سبحانه آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ وقوله سبحانه يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا أما الأحاديث الصحيحة الدالة على هذه الأصول فكثيرة جداً قد ذكرنا بعض منها في الجمعة الماضية ونُذَكِّرُ اليوم بالحديث الصحيح المشهور الذي جمع فيه الرسولالأركان الستة في إجابته على سُؤال جبريل عليه السلام عندما سأله عَنِ الإِيمَانِ فقَالَ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ » وهذه الأصول يتفرع عنها جميع ما يجب على المسلم اعتقاده في حق الله سبحانه وحق رسوله وغير ذلك من أمور الغيب وأول هذه الأركان والأسس التي يجب علينا معرفتها والإيمان بها ، هو الإيمان بالله سبحانه . بل إن الإيمان بالله هو أعظمُ المطالب وأجلُّ المواهب . به تطمئنُ النفوس ، وتنشرحُ الصدور وتطيب الحياة ، وتُنال سعادة الدنيا والآخرة مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ولما سئل عن أفضل الأعمال عند الله ، قال"إيمان بالله ورسولهِ" والإيمان بالله ، هو أن تؤمن بوجود الله ، وبربوبيته وألوهيته وبأسمائه وصفاته ، أن تؤمن بذلك إيماناً جازما يقينا لا شك فيه وتؤمن بتفرده ووحدانيته في كل ذلك ، قال الله تعالى رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً فإذا جمعت هذه الأمور الأربعة وأقررت بتفرد الله بها واعتقدت أنه لا شريك له فيها، تكون قد حققت الإيمان بالله على أكمل وجه فأما وجود الله تعالى فأظهر من كل شيء ، أظهر للبصائر من الشمس للأبصار، لا ينكره إلا مكابر معاند ، وقد دلة عليه الفطرة والعقل والشرع والحس أما دلالة الفطرة على وجود الله تعالى فإن كل مخلوق قد فطر على الإيمان بخالقه من دون أن يتلقى تعليما بهذا ، ودليل ذلك أن أي مخلوق عندما يتعرض لضيق أو شدة فإن أول ما يتجه قلبه إلي الله ويرفع بصره إلى السماء حتى المشرك والملحد يفعل ذلك وهذا من أدل الأدلة على أن لهذا الكون إلها مدبرا حكيما ، والعقل أيضا يدل على وجود الله سبحانه فلو تأمل الإنسان في نفسه وما حوله في هذا الكون الفسيح وأعمل عقله في المخلوقات وفي الظواهر الكونية التي تحيط به لعلم أن هذا الإتقانَ البديعَ في الكونِ والتناسب المتناهي والارتباط بين الكائنات لا يمكن أن يكون عبثا ، وأن هذه المخلوقات سابقها ولاحقها لا بد لها من خالق ، وأنها لم تَخْلُقْ نفسها ولم تأتي صدفة ، بل وراءها خالق عظيم مدبر لها وللكون هو الله تبارك وتعالى، لهذا قال سبحانه في الرد على الكفار والمشركين أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ . أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ أي : أنهم لم يُخلقوا من العدم ولم يخلقوا أنفسهم . يروىأن بعض الزنادقة الملحدين جاءوا إلى أبي حنيفة رحمه الله ، فناظروه في إثبات وجود الخالق عز وجل ، وكان أبو حنيفة من أذكى العلماء، فقال لهم دعوني فأنا أفكر في سفينة مملوءة بالبضائع والأرزاق وليس فيها قائد ولا حراس ولا حمالون ، جاءت تشق البحار وتجتاز الأمواج حتى رست في الميناء وأنزلت ما بها من حمولة وذهبت . قالوا تفكر بهذا! قال:نعم قالوا: إذاً ليس لك عقل ! هل يعقل أن سفينة تأتي بدون قائد ولا حراس ولا حمالون وتنزل ما بها وتنصرف هذا ليس معقول! قال:كيف لا تعقلون هذا، وتعقلون أن هذه السماوات والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب والناس كلها بدون صانع ؟ فبهت القوم وعجزوا عن جوابه . فالتدبر في خلق الله عباد الله من أهم وسائل تقوية الإيمان وتثبيته فإذا تدبر الإنسان وفكر : في هذا الكون المتقن البديع وما فيه من كواكب سيارة وأفلاك دوارة وشمس تجري لمستقر لها وقمر منير ، وبحار زاخرة ، وجبال راسية ، وأرض تنبت ثمارا مختلفة ، وحيوانات برية وبحرية، وطيور تطير في جو السماء إذا تدبر وتأمل في هذه الموجودات واختلاف أشكالها وألوانها وطباعها ومنافعها وَوَضْعَهَا في مواضع النفع بها، أمن بوجود خالق لها وعلم قدرته وحكمته وعلمه وإتقانه وعظيم سلطانه كما قال بعض الأعراب ، وقد سئل: ما الدليل على وجود الرب تبارك وتعالى، فقال: يا سبحان الله، إن البعرة لتدل على البعير وإن أثر الأقدام لتدل على المسير، فسماء ذات أبراج ، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج؟ ألا يدل ذلك على وجود اللطيف الخبير ؟ ، فتبارك الله أحسن الخالقين إذ قال سبحانه وتعالى إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي الألْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ وبارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ...... الخطبة الثانية
الحمد لله الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، يسر كلًا لما خُلق له ، وربك أعلم وأحكم . وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله سيد البشر صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم على الأثر
أما بعد عباد الله ، أوصيكم ونفسي بتقوى الله عزّ وجلّ ، فتقواه خيرُ زاد، وهي نعم العُدّةُ ليوم المعاد واعلموا عباد الله أن العقيدة هي أساس كل عِلْم ، والأساس هو الأصل الذي يُبنى عليه غيرُه فهي أصلٌ للعبادة وأصل للتعامل وأصل للمآل والعاقبة، وأنه إذا أردنا أن نصل إلى العقيدة الصحيحة وأن نكون من المؤمنين الذين قال الله تعالى فيهم وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ إذا أردنا أن نكون منهم علينا أن نؤمن إيماناً جازما يقينا لا شك فيه بالله تعالى وما جاء عنه وما يجبُ له سبحانه . ومن الإيمان بالله تعالى الإيمان بربوبيته، وهو أمرٌ جبلت عليه فطرة الإنسان ولذا لم ينكرْ توحيدَ الربوبية أحدٌ من البشر، إلا طائفة من المكابرين المعاندين ، حتى أن المشركين الذين جعلوا لله شريكًا في العبادة يُقرون بتفرده بالربوبية يقول تعالى وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ وقال تعالى قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ ومعنى الإيمان بربوبية الله تعالى هو أن تقر إقرارا جازما وتؤمن إيماناً صادقاً يقيناً غير قابل للشك بأن اللهَ تعالى هو ربُّ كلِّ شيءٍ ومالكه ، وأنه الخالق لا خالق سواه وأنه المحيي المميت وأنه الرزاقُ ذو القوة المتين وأنه المتفرد بالحكم والتَّشريع ، تؤمن إيماناً صادق بأن اللهَ هو الملك الحق الذي لا شريكَ له ولا ندَّ له ولا كفؤَ له ، المتفرد بسائر أنواع التَّصريف والتَّدبير لملكوت السَّماوات والأرض ، الذي له القدرةُ المطلقَة والإرادَة التامّة ، الذي لا تخفى عليه خافيةٌ ، ولا تتحرَّك ذرّةٌ في الكون إلا بإذنه ولا تقع قطرة ولا تسقط ورقة ولا تُقال كلمة ولا تطلق نظرة ولا يخطّ حرف ولا تُمشى خطوة ولا تُسكب دمعة ولا تُهمس همسة إلا بعلمه ومشيئته وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ تؤمن وتقر وتعترف بأنه سبحانه وتعالى ، يعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍوتؤمن أنه القادر على كلِّ فعلٍ كما شاء ومتى شاء وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً تؤمن به وتوحده بهذه الأفعال ، وتؤمن أنه لا شريك له فيها ولا مُعينٌ، ولا نظير ولا ند ولا منازع . وهذا المعنى عباد الله هو ما يسميه العلماء توحيدَ الربوبية ، أو التوحيد العلمي، أو توحيد المعرفة والإثبات، أو توحيد السيادة وكل هذه العبارات تتوافق في مضمونها ولا تختلف ، لأنَّها كلُّها تتعلَّق بذات الله تعالى وأسمائه وصفاته وأفعاله ، والأدلة على إثبات هذا النوع من الإيمان والتوحيد كثيرة جدا ، منها على سبيل المثال لا الحصر قوله تعالى الْحَمْدُ للهِ رَبِ الْعَالَمِينَ وقوله جل وعلا أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ والأمر هو التدبير فتدبير الأمور وتصريفُها لله وحده لا شريك معه وقوله تعالى اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، جلّ عن الشبيه وعن الندِّ وعن النظير (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ،اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ، ومن سار على نهجه واقتفى أثره واستقام على سنته ، ودعا بدعوته إلى يوم الدين
أمّا بعد : عبادَ الله اتقوا الله تعالى وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ . واعلموا عباد الله:أنه من المعلوم بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة أن الأعمال والأقوال لا تصح ولا تقبل إلا إذا صدرت عن عقيدة صحيحة ، فالعقيدةُ الصحيحةُ هي الأساسُ الذي يقوم عليه الدين وتَصحُّ معه الأعمال ، كما قال تعالى فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا وقال تعالى وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ وقال تعالى فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ . أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ فدلّت هذه الآيات الكريمة وما جاء بمعناها وهو كثير ، على أن الأعمال لا تُقبلُ وإن كانت صالحة ، إلا إذا كانت خالصة لله وحده لا شريك له فيها ، ومن ثَمَّ كان إصلاح العقيدة هو أساس دعوة الرسل صلواتُ الله وسلامه عليهم ، فأول ما يدعون أقوامهم إليه هو عبادة الله وحده وترك عبادة ما سواه ، كما قال تعالى وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فكان كلُّ رسول أول ما يقول لقومه اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قالها نوح وهود وصالح وشعيب، وسائر الأنبياء لقومهم. وقد أقام النبيبمكّة ثلاثة عشرة سنة، كلّها أعوامٌ مجرَّدَة للدّعوة للتّوحيد وإصلاح العقيدة ؛ لأن العقيدة هي الأساسُ الذي يقوم عليه بناءُ الدين . والعقيدةُ عباد الله عمل قلبي.هي إيمانُ القلب بالشيء وتصديقه به ، ومعنى العقيدةُ شرعًا ، هي الإيمان بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وبِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ ، وتُسمَّى هذه أركانُ الإيمان هذه الأركانُ الستة هي أصول العقيدة الصحيحة التي بَعَثَ الله بها رسوله محمداً وأدلتها في الكتاب والسنة كثيرة جداً ، فمن ذلك ، قوله سبحانه آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ وقوله سبحانه يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا أما الأحاديث الصحيحة الدالة على هذه الأصول فكثيرة جداً قد ذكرنا بعض منها في الجمعة الماضية ونُذَكِّرُ اليوم بالحديث الصحيح المشهور الذي جمع فيه الرسولالأركان الستة في إجابته على سُؤال جبريل عليه السلام عندما سأله عَنِ الإِيمَانِ فقَالَ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ » وهذه الأصول يتفرع عنها جميع ما يجب على المسلم اعتقاده في حق الله سبحانه وحق رسوله وغير ذلك من أمور الغيب وأول هذه الأركان والأسس التي يجب علينا معرفتها والإيمان بها ، هو الإيمان بالله سبحانه . بل إن الإيمان بالله هو أعظمُ المطالب وأجلُّ المواهب . به تطمئنُ النفوس ، وتنشرحُ الصدور وتطيب الحياة ، وتُنال سعادة الدنيا والآخرة مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ولما سئل عن أفضل الأعمال عند الله ، قال"إيمان بالله ورسولهِ" والإيمان بالله ، هو أن تؤمن بوجود الله ، وبربوبيته وألوهيته وبأسمائه وصفاته ، أن تؤمن بذلك إيماناً جازما يقينا لا شك فيه وتؤمن بتفرده ووحدانيته في كل ذلك ، قال الله تعالى رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً فإذا جمعت هذه الأمور الأربعة وأقررت بتفرد الله بها واعتقدت أنه لا شريك له فيها، تكون قد حققت الإيمان بالله على أكمل وجه فأما وجود الله تعالى فأظهر من كل شيء ، أظهر للبصائر من الشمس للأبصار، لا ينكره إلا مكابر معاند ، وقد دلة عليه الفطرة والعقل والشرع والحس أما دلالة الفطرة على وجود الله تعالى فإن كل مخلوق قد فطر على الإيمان بخالقه من دون أن يتلقى تعليما بهذا ، ودليل ذلك أن أي مخلوق عندما يتعرض لضيق أو شدة فإن أول ما يتجه قلبه إلي الله ويرفع بصره إلى السماء حتى المشرك والملحد يفعل ذلك وهذا من أدل الأدلة على أن لهذا الكون إلها مدبرا حكيما ، والعقل أيضا يدل على وجود الله سبحانه فلو تأمل الإنسان في نفسه وما حوله في هذا الكون الفسيح وأعمل عقله في المخلوقات وفي الظواهر الكونية التي تحيط به لعلم أن هذا الإتقانَ البديعَ في الكونِ والتناسب المتناهي والارتباط بين الكائنات لا يمكن أن يكون عبثا ، وأن هذه المخلوقات سابقها ولاحقها لا بد لها من خالق ، وأنها لم تَخْلُقْ نفسها ولم تأتي صدفة ، بل وراءها خالق عظيم مدبر لها وللكون هو الله تبارك وتعالى، لهذا قال سبحانه في الرد على الكفار والمشركين أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ . أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ أي : أنهم لم يُخلقوا من العدم ولم يخلقوا أنفسهم . يروىأن بعض الزنادقة الملحدين جاءوا إلى أبي حنيفة رحمه الله ، فناظروه في إثبات وجود الخالق عز وجل ، وكان أبو حنيفة من أذكى العلماء، فقال لهم دعوني فأنا أفكر في سفينة مملوءة بالبضائع والأرزاق وليس فيها قائد ولا حراس ولا حمالون ، جاءت تشق البحار وتجتاز الأمواج حتى رست في الميناء وأنزلت ما بها من حمولة وذهبت . قالوا تفكر بهذا! قال:نعم قالوا: إذاً ليس لك عقل ! هل يعقل أن سفينة تأتي بدون قائد ولا حراس ولا حمالون وتنزل ما بها وتنصرف هذا ليس معقول! قال:كيف لا تعقلون هذا، وتعقلون أن هذه السماوات والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب والناس كلها بدون صانع ؟ فبهت القوم وعجزوا عن جوابه . فالتدبر في خلق الله عباد الله من أهم وسائل تقوية الإيمان وتثبيته فإذا تدبر الإنسان وفكر : في هذا الكون المتقن البديع وما فيه من كواكب سيارة وأفلاك دوارة وشمس تجري لمستقر لها وقمر منير ، وبحار زاخرة ، وجبال راسية ، وأرض تنبت ثمارا مختلفة ، وحيوانات برية وبحرية، وطيور تطير في جو السماء إذا تدبر وتأمل في هذه الموجودات واختلاف أشكالها وألوانها وطباعها ومنافعها وَوَضْعَهَا في مواضع النفع بها، أمن بوجود خالق لها وعلم قدرته وحكمته وعلمه وإتقانه وعظيم سلطانه كما قال بعض الأعراب ، وقد سئل: ما الدليل على وجود الرب تبارك وتعالى، فقال: يا سبحان الله، إن البعرة لتدل على البعير وإن أثر الأقدام لتدل على المسير، فسماء ذات أبراج ، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج؟ ألا يدل ذلك على وجود اللطيف الخبير ؟ ، فتبارك الله أحسن الخالقين إذ قال سبحانه وتعالى إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي الألْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ وبارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ...... الخطبة الثانية
الحمد لله الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، يسر كلًا لما خُلق له ، وربك أعلم وأحكم . وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله سيد البشر صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم على الأثر
أما بعد عباد الله ، أوصيكم ونفسي بتقوى الله عزّ وجلّ ، فتقواه خيرُ زاد، وهي نعم العُدّةُ ليوم المعاد واعلموا عباد الله أن العقيدة هي أساس كل عِلْم ، والأساس هو الأصل الذي يُبنى عليه غيرُه فهي أصلٌ للعبادة وأصل للتعامل وأصل للمآل والعاقبة، وأنه إذا أردنا أن نصل إلى العقيدة الصحيحة وأن نكون من المؤمنين الذين قال الله تعالى فيهم وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ إذا أردنا أن نكون منهم علينا أن نؤمن إيماناً جازما يقينا لا شك فيه بالله تعالى وما جاء عنه وما يجبُ له سبحانه . ومن الإيمان بالله تعالى الإيمان بربوبيته، وهو أمرٌ جبلت عليه فطرة الإنسان ولذا لم ينكرْ توحيدَ الربوبية أحدٌ من البشر، إلا طائفة من المكابرين المعاندين ، حتى أن المشركين الذين جعلوا لله شريكًا في العبادة يُقرون بتفرده بالربوبية يقول تعالى وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ وقال تعالى قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ ومعنى الإيمان بربوبية الله تعالى هو أن تقر إقرارا جازما وتؤمن إيماناً صادقاً يقيناً غير قابل للشك بأن اللهَ تعالى هو ربُّ كلِّ شيءٍ ومالكه ، وأنه الخالق لا خالق سواه وأنه المحيي المميت وأنه الرزاقُ ذو القوة المتين وأنه المتفرد بالحكم والتَّشريع ، تؤمن إيماناً صادق بأن اللهَ هو الملك الحق الذي لا شريكَ له ولا ندَّ له ولا كفؤَ له ، المتفرد بسائر أنواع التَّصريف والتَّدبير لملكوت السَّماوات والأرض ، الذي له القدرةُ المطلقَة والإرادَة التامّة ، الذي لا تخفى عليه خافيةٌ ، ولا تتحرَّك ذرّةٌ في الكون إلا بإذنه ولا تقع قطرة ولا تسقط ورقة ولا تُقال كلمة ولا تطلق نظرة ولا يخطّ حرف ولا تُمشى خطوة ولا تُسكب دمعة ولا تُهمس همسة إلا بعلمه ومشيئته وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ تؤمن وتقر وتعترف بأنه سبحانه وتعالى ، يعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍوتؤمن أنه القادر على كلِّ فعلٍ كما شاء ومتى شاء وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً تؤمن به وتوحده بهذه الأفعال ، وتؤمن أنه لا شريك له فيها ولا مُعينٌ، ولا نظير ولا ند ولا منازع . وهذا المعنى عباد الله هو ما يسميه العلماء توحيدَ الربوبية ، أو التوحيد العلمي، أو توحيد المعرفة والإثبات، أو توحيد السيادة وكل هذه العبارات تتوافق في مضمونها ولا تختلف ، لأنَّها كلُّها تتعلَّق بذات الله تعالى وأسمائه وصفاته وأفعاله ، والأدلة على إثبات هذا النوع من الإيمان والتوحيد كثيرة جدا ، منها على سبيل المثال لا الحصر قوله تعالى الْحَمْدُ للهِ رَبِ الْعَالَمِينَ وقوله جل وعلا أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ والأمر هو التدبير فتدبير الأمور وتصريفُها لله وحده لا شريك معه وقوله تعالى اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ
ساعي البريد- متميز
- عدد المساهمات : 59
نقاط : 173
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 13/06/2013
صفحة 2 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى