منتديات عبدالرزاق احمدسعيدالشرعبي
السلام عليكم نتمنالكم وقت ممتع

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات عبدالرزاق احمدسعيدالشرعبي
السلام عليكم نتمنالكم وقت ممتع
منتديات عبدالرزاق احمدسعيدالشرعبي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

رجول تصدق بصدقه فاخفاها

اذهب الى الأسفل

رجول تصدق بصدقه فاخفاها  Empty رجول تصدق بصدقه فاخفاها

مُساهمة من طرف ساعي البريد الجمعة نوفمبر 27, 2020 8:21 pm

خطبه الجمعه بعنوان(رجل تصدق بصدقة فأخفاها)
في رحاب حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، واليوم موعدنا مع "رجل تصدق بصدقة فأخفاها؛ حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه"، قال الحافظ: المقصود منه المبالغة في إخفاء الصدقة؛ بحيث إن شماله مع قربها من يمينه وتلازمهما، لو تصور أنها تعلم لما علمت ما فعلت اليمنى لشدة إخفائها.
فضل الصدقة:
قال الله تعالى: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 133، 134].
وقال تعالى: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 261، 262]
وقال تعالى: ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ ﴾ [الحديد: 11].
عباد الله: إن للصدقة فضائل وفوائد:
أولًا: أنها تطفئ غضبَ الله سبحانه وتعالى؛ كما في قوله صلى الله عليه وسلم: "إن صدقة السّرّ تطفئ غضب الربّ تبارك وتعالى"؛ صححه الألباني في صحيح الترغيب.
ثانيًا: أنها تمحو الخطيئة وتذهب نارها، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: "والصدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النار"؛صححه الألباني في صحيح الترغيب.
ثالثًا: أنها وقاية من النار؛ كما في قوله صلى الله عليه وسلم: "فاتقوا النار ولو بشق تمرة"،
وقد روى ابن أبي حاتم إلى ابن عمر، قال: لما نزلت هذه الآية: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِل ﴾،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رب زد أمتي"، فنزلت: ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ﴾،
قال: "رب زد أمتي"، فنزل: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر:10].
رابعًا: أن المتصدق في ظل صدقته يوم القيامة؛ كما في حديث عقبة بن عامر، قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كل امرئ في ظلّ صدقته حتى يقضى بين الناس"،
وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: "رجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه"؛ أخرجاه في الصحيحين.
خامسًا: أن في الصدقة دواءً للأمراض البدنية؛ كما في قوله صلى الله عليه وسلم: "داووا مرضاكم بالصدقة"؛
يقول ابن شقيق: "سمعت ابن المبارك وسأله رجل عن قرحةٍ خرجت في ركبته منذ سبع سنين، وقد عالجها بأنواع العلاج، وسأل الأطباء فلم ينتفع به، فقال: اذهب فاحفر بئرًا في مكان حاجةٍ إلى الماء، فإني أرجو أن ينبع هناك عين ويمسك عنك الدم، ففعل الرجل فبرئ".
سادسًا: أن فيها دواءً للأمراض القلبية؛ كما في قوله صلى الله عليه وسلم لمن شكا إليه قسوة قلبه: "إذا أردت تليين قلبك فأطعم المسكين، وامسح على رأس اليتيم"؛ رواه أحمد.
سابعًا: أن الله يدفع بالصدقة أنواعًا من البلاء؛ كما في وصية يحيى عليه السلام لبني إسرائيل التي أخبرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وآمركم بالصدقة؛ فإن مثل ذلك مثل رجل أسره العدو، فأوثقوا يده إلى عنقه، وقدموه ليضربوا عنقه، فقال: أنا أفتدي منكم بالقليل والكثير، ففدى نفسه منهم"؛ وهو في صحيح الجامع.
فالصدقة لها تأثير عجيب في دفع أنواع البلاء ولو كانت من فاجرٍ أو ظالمٍ، بل من كافر، فإن الله تعالى يدفع بها أنواعًا من البلاء، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم، وأهل الأرض مقرون به؛ لأنهم قد جربوه.
وهناك العديد والعديد من الأحاديث التي جاءت لبيان فضل الصدقة منها على سبيل المثال لا الحصر قول الرسول صلى الله عليه وسلم:
"صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والمهلكات وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة"؛رواه الحاكم عن أنس، وصححه الألباني في صحيح الجامع 3689.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيما مسلم كسا مسلمًا ثوبًا على عري، كساه الله تعالى من خضر الجنة، وأيما مسلم أطعم مسلمًا على جوع، أطعمه الله تعالى يوم القيامة من ثمار الجنة، وأيما مسلم سقى مسلمًا على ظمأ سقاه الله تعالى يوم القيامة من الرحيق المختوم"؛ رواه أحمد، وأبو داود والترمذي، وحسنه المنذري.
وقال صلى الله عليه وسلم: "أفضل الأعمال أن تدخل السرور على أخيك المسلم، أو تقضي عنه دينه، أو تطعمه خبزًا"؛ حديث حسن رواه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج والبيهقي في شُعب الإيمان.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما خلق الله الأرض جعلت تميد وتكفا، فأرساها بالجبال، فاستقرت فتعجبت الملائكة من شدة الجبال، فقالت: يا ربنا، هل خلقت خلقًا أشد من الجبال، قال: نعم الحديد، قالوا: يا رب فهل خلقت خلقًا أشد من الحديد، قال: نعم النار، قالوا: يا رب هل خلقت خلقًا أشد من النار، قال: نعم الماء، قالوا: يا رب هل خلقت خلقًا أشد من الماء، قال: نعم الريح، قالوا: يا رب فهل خلقت خلقًا أشد من الريح، قال: نعم ابن آدم إذا تصدق بصدقة بيمينه فأخفاها عن شماله"؛ حديث حسن رواه أحمد والترمذي.
ولما كان كل معروف تهديه إلى غيرك صدقة، فهناك صدقات للقلوب بإرادة كل نفع للعباد، فإن الإرادة سبب لذلك.
وإحسان الأبدان أقسام:
1- نقل الملك بالهبات والصدقات.
2- إباحة المنافع والأعيان كالعواري والضيافات.
3- الإسقاط كالعتق والإبراء من الديون.
4- الإعانة على الطاعات بتعليمها وتفهيمها، والمساعدة على فعلها والنيابة فيها.
5- الإعانة بكل نفع عاجل أو آجل قولي أو فعلي.
6- حسن الأخلاق كإظهار البشر وطلاقة الوجه، والتبسم في وجوه الإخوان.
عن أبي جرئ الهجيمي رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، أنا قوم من أهل البادية فعلمنا شيئًا ينفعنا الله به، فقال صلى الله عليه وسلم: لا تحقرن من المعروف شيئًا أن تأتيه ولو أن تهب صلة الحبل، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستقي، ولو أن تلقى أخاك المسلم ووجهك بسط إليه، ولو أن تؤنس الوحشان بنفسك، ولو أن تهب الشسع"؛
رواه أحمد والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.
عباد الله.. أيها المسلمون: ما هي أفضل الصدقات؟!
أولًا: الصدقة الخفية؛ لأنَّها أقرب إلى الإخلاص من المعلَنة، وفي ذلك يقول جل وعلا: ﴿ إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتؤْتُوهَا الفُقَرَاءِ فَهُوَ خَيرٌ لَّكُمْ ﴾ [البقرة: 271].
قال ابن القيم في طريق الهجرتين: "فأخبر أنَّ إعطاءها للفقير في خفية خيرٌ للمنفق من إظهارها وإعلانها، وتأمَّل تقييده تعالى الإخفاء بإتيان الفقراء خاصة، ولم يقل: وإن تخفوها فهو خيرٌ لكم، فإنَّ من الصدقة ما لا يمكن إخفاؤه، كتجهيز جيشٍ وبناء قنطرة وإجراء نهر أو غير ذلك، وأمَّا إيتاؤها الفقراء ففي إخفائها من الفوائد والستر عليه وعدم تخجيله بين النَّاس، وإقامته مقام الفضيحة، وأن يرى الناس أن يده هي اليد السفلى، وأنَّه لا شيء له، فيزهدون في معاملته ومعاوضته، وهذا قدرٌ زائدٌ من الإحسان إليه بمجرد الصدقة، مع تضمنه الإخلاص وعدم المراءاة وطلبه المحمدة من الناس، وكان إخفاؤها للفقير خيرًا من إظهارها بين الناس، ومن هذا مدح النبي صدقة السر، وأثنى على فاعلها، وأخبر أنَّه أحد السبعة الذين هم في ظلِّ عرش الرحمن يوم القيامة، ولهذا جعله سبحانه خيرًا للمنفق، وأخبر أنَّه يكفر عنه بذلك الإنفاق من سيئاته".
والأصل أن الإسرار أفضل لهذه الآية لقول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: "ورجل تصدق بصدقة فأخفاها؛ حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه".
وروى الترمذي والنسائي من حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاثة يحبهم الله، وثلاثة يبغضهم الله، فأما الذين يحبهم الله: فرجل أتى قومًا فسألهم بالله، ولم يسألهم لقرابة بينه وبينهم، فمنعوه، فتخلف رجل بأعقابهم، فأعطاه سرًّا لا يعلم بعطيته إلا الله، والذي أعطاه".
وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "صدقة السر تطفئ غضب الرب"،
وفي لفظ صحيح آخر: "والصدقة خَفيًّا تطفئ غضب الرب"،
قال ابن كثير: والآية عامة في أن إخفاء الصدقة أفضل؛ سواء كانت مفروضة، أو مندوبة،
لكن روى ابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما
في تفسير هذه الآية قال: جعل الله صدقة السر في التطوع تفضل علانيتها،
فقال بسبعين ضعفًا، وجعل صدقة الفريضة علانيتها أفضل من سرها، فقال: بخمسة وعشرين ضعفًا.
ثانيًا: الصدقةُ في حال الصحة والقوة أفضل من الوصية بعد الموت أو حال المرض والاحتضار،
كما في قوله صلى الله عليه وسلم: "أفضل الصدقة أن تصدَّق وأنت صحيحٌ شحيحُ تأمل الغنى وتخشى الفقر، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا ولفلان كذا، ألا وقد كان لفلان كذا"؛ أخرجاه في الصحيحين.
ثالثًا: بذل الإنسان ما يستطيعه ويطيقه مع القلة والحاجة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "أفضل الصدقة جهد المُقل، وابدأ بمن تعول". رواه أبو داود.
وقال صلى الله عليه وسلم: "سبق درهم مائة ألف درهم"، قالوا: وكيف؟! قال: "كان لرجل درهمان تصدق بأحدهما، وانطلق رجل إلى عرض ماله فأخذ منه مائة ألف درهم فتصدق بها"؛ رواه النسائي وهو في صحيح الجامع.
رابعًا: الإنفاق على الأولاد؛ كما في قوله صلى الله عليه وسلم: "الرجل إذا أنفق النفقة على أهله يحتسبها كانت له صدقة"؛ أخرجاه في الصحيحين،
وقوله صلى الله عليه وسلم: "أربعة دنانير: دينار أعطيته مسكينًا، ودينار أعطيته في رقبةٍ، ودينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته على أهلك، أفضلها الدينار الذي أنفقته على أهلك"؛ رواه مسلم.
خامسًا: الصدقة على القريب؛ كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالًا، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله يدخلها ويشرب من ماء فيها طيِّبٍ،
قال أنس: فلما أنزلت هذه الآية: ﴿ لَن تَنَالُواْ البِر حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ ﴾[آل عمران: 92]
قام أبو طلحة إلى رسول الله فقال: يا رسول الله: إنَّ الله يقول في كتابه: ﴿ لَن تَنَالُواْ البِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ ﴾، وإن أحب أموالي إليّ بيرحاء، وإنها صدقة لله أرجو برَّها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث شئت،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بخٍ بخٍ، مال رابح، وقد سمعت ما قلت فيها، إني أرى أن تجعلها في الأقربين"، فقال أبو طلحة: أفعلُ يا رسول الله، فقسَّمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه؛ أخرجاه في الصحيحين.
نماذج من جبال النور الأتقياء الأخفياء:
وكان من هؤلاء رجال مضوا وثبتت أجورهم وبقيت مآثرهم، حينما أنفقوا في سبيل الله وتصدقوا.
أبو بكر يأتي بماله صدقة، فيقول الرسول له: "ما أبقيت لأهلك؟!"، فيقول: أبقيت لهم الله ورسوله.
عثمان ما زال ينفق وينفق في حفر آبار، وإطعام فقراء، وحين احتاج الرسول صلى الله عليه وسلم لتجهيز جيش العسرة قال للصحابة حاثُّا: "مَن جهَّز جيش العسرة فله الجنة"،
فما زال عثمان يعطيه من المال ومن الرواحل، حتى قال صلى الله عليه وسلم: "ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم".
وكان منهم أبو طلحة الذي خرج من بستانه وتصدق به وهو أحب أمواله إليه حينما سمع آية واحدةً في القرآن، تقول: ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ﴾ [آل عمران:92].
كان منهم عائشة التي جاءها من معاوية مائة ألف درهم، فما قامت حتى أنفقتها كلها للفقراء ونسيت نفسها، وكانت حينها تلبس رداءً مرقعًا.
وعن ابن عائشة قال: قال أبي سمعت أهل المدينة يقولون: ما فقدنا صدقة السر حتى مات علي ابن الحسين.
فقد ابن المبارك شابًّا يختلف إليه لطلب الحديث، فسأل عنه، فقيل: محبوس على عشرة آلاف، فسأل عن غريمه وأعطاه الدَّيْن، وحلّفه ألا يخبر أحدًا ما عاش، فأفرج عن الشاب المحبوس، وأتى الشاب إلى ابن المبارك فقال له: أين كنت؟! فقال: كنت محبوسًا بدَيْن، فجاء رجل لم أدر من هو فقضى ديني، فقال ابن المبارك: فاحمد الله.
إحسان بخفاء، وإنفاق في السر، فأين هذا ممن يعمل العمل اليسير فيعلم به كل من قابله؟ إن صام شكا العطش لمن قابله، وإن تهجد شكا السهر لمن حادثه، وإن أنفق أتى بكلام ليعلم الناس بإنفاقه وبذله، وما هذا فعل المخلصين.
فأهل الإخلاص يخفون العمل ما لم تدع حاجة لإظهاره؛ لأن الذي بيده الإحسان يراهم وهم يريدون الأجر منه، والله يراهم ويعلم مقاصدهم ونياتهم، وسيجازي كل امرئ بما نواه. يا جامعًا مانعًا والدهر يرمقه مقدرا أي باب منه يغلقه مفكرًا كيف تأتيه منيته أغاديًا أو رائحًا بل كيف يتركه جمعت مالاً فقل لي هل جمعت له يا جامع المال أيامًا تفرقه المال عندك مخزون لوارثه ما المال مالك إلا يوم تُنفقه ارفق ببال فتى يغدو على ثقة إن الذي قسم الأرزاق يَرزقه إن القناعة مَن يحلل بساحتها لم يبق في ظلها هم يؤرقه
آداب الصدقة:
1- فهم معناها ووجه الامتحان فيها.
2- أن تكون الصدقة من كسب طيب؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ ﴾ [البقرة: 267]،
وروى مالك في الموطأ عن هشام عن عروة عن أبيه أنه كان يقول لبنيه: يا بني، لا يهدين أحدكم من البُدن شيئًا يستحيي أن يهديه لكريمة، فإن الله أكرم الكرماء، وأحق من اختير له.
3- ألا يفسد صدقته بالمن والأذى؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى ﴾ [البقرة: 264]،
وقال سفيان: من فسدت صدقته، فقيل له: كيف المن، قال: أن يذكره ويتحدث به، وكان سفيان الثوري رحمه الله ينشرح إذا رأى سائلاً على بابه، ويقول: مرحبًا بمن جاء يغسل ذنوبي، وكان الفضيل بن عياض يقول: يحملون أزوادنا إلى الآخرة بغير أُجرة، حتى يضعوها في الميزان بين يدي الله تعالى.
4- استصغار العطية فقد قالوا: أحْي معروفك بإماتة ذكره، وعظِّمه بالتصغير له.
5- الإخلاص والنية الصالحة.
6- أن يطلب بصدقته من تزكو به الصدقة.
فها هي صفة المستظل بظل العرش: إنفاق بسِر، وإحسان بخفاء؛ اللهم اجعلنا منهم.
ساعي البريد
ساعي البريد
متميز
متميز

عدد المساهمات : 59
نقاط : 173
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 13/06/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى