ان كفيناك المستهزين
صفحة 2 من اصل 1
ان كفيناك المستهزين
إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أما بعد،،، فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار
أما بعدعباد الله
إِنَّ مِنَ الأُمُورِ المُقَرَّرَةِ الثَّابِتَةِ التِي لاَ مَجَالَ فِيهَا للشَّكِّ وَالرَّيبِ
أَنَّ طَاعَه نَبِيَّنَا مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم وَتَقْدِيرَهُ وَاحْتِرَامَهُ حَيًّا وَمِيِّتًا مِنْ أَعْظَمِ الوَاجِبَاتِ التِي لاَ يَتِمُّ إِيمَانُ العَبْدِ إِلاَّ بِهَا، وَأَنَّ مَحَبَّتَهُ وَالدِّفَاعَ عَنْهُ وَنُصْرَتَهُ وَفِدَاءَهُ بِالنَّفْسِ وَالمَالِ وَالأَهْلِ دِينٌ يَدِينُ بِهِ المُسْلِمُ للهِ تَعَالَى،
فِي الصَّحِيحَينِ أَنَّهُ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ".
وَأَنَّ كَرَاهِيَتَهُ وَبُغْضَهُ وَانْتِقَاصَهُ وَالاسْتِهْزَاءَ بِهِ وَبِدِينِهِ كُفْرٌ وَرِدَّةٌ عَنْ دِينِ اللهِ تَعَالَى، تُوْجِبُ العُقُوبَةَ وَاللَّعْنَةَ،
وَتُهْدِرُ دَمَ فَاعِلِهَا وَمَالَهُ وَعِرْضَهُ، (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا)
عباد الله
إن مما أغاظَ كلَّ مُسلمٍ وغمَّ كلَّ مُؤمنٍ ذلكم التطاوُل الوقِح، والاستِهزاءُ الآثِمُ المُجرِم ضِدَّ خير خلقِ الله أجمعين نبيِّنا محمدٍ - عليه أفضلُ الصلاة وأتم التسليم
إنه تطاوُل من حُثالةٍ حقيرةٍ لا يُنبِئُ هذا التطاوُل إلا عن حقدٍ دفينٍ، وبُغضٍ مَكين ضدَّ هذه الرسالة المجيدة الخالِدة التي جاء بها هذا النبيُّ العظيمُ، التي أغاظَت الشياطين وأعوانَهم في كل مكانٍ،
وأغاظَت الطغاةَ وأذنابَهم، ولكنَّهم - بإذن الله - مقطوعون من كلِّ خيرٍ، مبتورون من كلِّ نصرٍ وعِزٍّ وتمكينٍ وسعادةٍ وحياةٍ طيبةٍ.
قال الله - جل وعلا -: ﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ﴾
عباد الله
لقد امتنَّ ربُّ العِزَّة والجلال على النبي المُصطفى أن رفعَ له الذِّكرَ المجيدَ في العالمين في الأولين وفي الآخرين، فهو سيدُ الأنبياء والمُرسلين، ﴿ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴾
أعطاه ربُّه - جل وعلا - ما لم يُعطِ أحدًا من الأولين والآخرين، ﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ﴾
إن الله - سبحانه - وهو الخالقُ القادِر العزيزُ المُنتقِم، هو من تكفَّل بالدفاع عن نبيِّه من كلِّ مُجرِمٍ عنيدٍ وآثمٍ مريدٍ، ﴿ إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ﴾
ذكرَ المُفسِّرون عبرَ التأريخ نماذج من القَصص المشهورة التي تُفيدُ وقوعَ المَثُلات المُتناهِية، والعقوبات الدنيوية لمن نالَ من المقام الأعظم مقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ذلكم في الدنيا فضلاً عما أُعِدَّ لهم في الآخرة من العذاب الأكبر.
قال شيخُ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "ومن سُنَّة الله: أن من لم يتمكَّن المُؤمنون من أن يُعذِّبوه من الذين يُؤذُون اللهَ ورسولَه فإنَّ اللهَ - سبحانه - ينتقِمُ لرسوله ويكفِيه إياه ..."
إلى أن قال: "فكلُّ من شانأَه وأبغضَه وعاداه فإن الله يقطعُ دابِرَه، ويمحَقُ عينَه وأثَرَه". انتهى كلامُه
عباد الله
إن الناظر في حال الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم من ملل الكفر يجد بانهم يبغضون ديننا أشد البغض، ويكرهون رسولنا أشدّ الكراهية فهم يطعنون في ديننا وفي رسولنا ليل نهار
لا يوقفهم شيء عن ذكر ذلك وما ظهر من استهزائهم وطعنهم في رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في هذه الأيام ليس هو وليد الليلة بل هم على هذا، ويتدينون بذلك، ويبغضوننا، ويبغضون ديننا،
ولا يرقبون في مؤمن إلًا ولا ذمّة فمن أحسن الظن بهم أو أحبهم فهذا قد أخلّ بدينه يقول -عز وجل-: ﴿وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ﴾
ويقول -عز وجل-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ﴾ وما فعلوه من استهزاء، ورسومات يوضح للمخدوعين بهم شيئًا من موقفهم منّا، ومن ديننا ومن نبيّنا
فهل آن لهؤلاء المتشبهين بالكفار أن يرجعوا إلى دينهم؟ وهل آن للذين يحبونهم أن يتركوا مودتهم ويبغضونهم؟
وما فعله هؤلاء الكفار ليدل كذلك على ضعف المسلمين وما هم فيه من وهنٍ حتى فعل أولئك الأفاعيل، ولا يخافون أحدا, ولن تظهر العزة للمسلمين حتى يرجعوا إلى دينهم، ويعودوا لسنة نبيهم،
عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلًّا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم»
وهذا هو الحل في الانتصارعلى الكفار ورفع الذل عن الامه أن ترجعوا إلى دينكم لا أن تتشبهوا بهم، وتخالفوا هدي نبيكم –صلى الله عليه وسلم- بالمقاطعات، والمظاهرات وغيرها – اقول ماتسمعون واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه
الخطبة الثانية
اعلمو بارك الله فيكم ان نصرة الرسول –صلى الله عليه وسلم- لاتكون بالتفجيرات، والاغتيالات، وقتل الأبرياء والنساء, ليس من نصرة الرسول –صلى الله عليه وسلم- نقض العهود والمواثيق، وإخفار ذمّة أولي الأمر, ليس من نصرة الرسول –صلى الله عليه وسلم-
تشويه صورة الإسلام وأهله بالغدر والخيانة ، ليس من نصرة الرسول –صلى الله عليه وسلم- نشر الشعارات التي مكتوب فيها " إلا رسول اللهٌ"، وهي عبارةٌ لا تجوز
فإن ظاهرها أننا نقبل أو نسكت عن الإساءة إلى أي شيء إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ,
وهذا المعنى باطل ، فإننا لا نقبل ولا نسكت على الإساءة إلى الله تعالى ، ولا إلى القرآن ، أو الإسلام ، أو أحد من الأنبياء والمرسلين ، أو الملائكة ، أو الصحابة رضي الله عنهم ،
أو أمهات المؤمنين ، أو إخواننا المؤمنين ، فظهر بذلك أن معنى العبارة غير صحيح
إن نصرة الرسول –صلى الله عليه وسلم- يكون بالرجوع إلى الدّين والتمسك بهدي سيد المرسلين وسنته -عليه الصلاة والسلام-
فيا عبد الله إن كنت تريد نصرة نبينا -عليه الصلاة والسلام- صدقًا وحقًا فاقتدِ به، واتبعه، واعمل بأوامره، وابتعد عن نواهيه
ان كنت تريد نصرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- حافظ على الصلوات حيث ينادى بها،, تريد نصرة الرسول –صلى الله عليه وسلم- حافظ على صلاة الفجر في المسجد، واعمل بسنته،
واترك المحدثات والبدع وكل من يدعوا إليها, هذه هي نصرة النبي -عليه الصلاة والسلام-, أمــــا نصرته بالتشبه بالكفار في أفعالهم في نصرة بعضهم بعضًا فإن هذا خذلان، وليس من نصرة نبينا -عليه الصلاة والسلام-
للأسف تجد بعض من ينتسب إلى الإسلام يستهزأ بنبيه -عليه الصلاة والسلام- وهو لا يعلم،
وذلك حين يستهزأ بسنته -صلى الله عليه وسلم- فبعضهم يسخر من تقصير الثياب،
وبعضهم يستهزأ من إطالة اللحية وغير ذلك من السنن، وهذا من الاستهزاء بنبينا -عليه الصلاة والسلام-، وبدينه؛
لأنه هو الذي شرع لنا ذلك وأمرنا به, فانتبهوا عباد الله وعودوا إلى ربكم، واتبعوا نبيكم تعود لكم عزتكم
[قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الكَافِرِينَ] {آل عمران:31ـ32}
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أما بعد،،، فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار
أما بعدعباد الله
إِنَّ مِنَ الأُمُورِ المُقَرَّرَةِ الثَّابِتَةِ التِي لاَ مَجَالَ فِيهَا للشَّكِّ وَالرَّيبِ
أَنَّ طَاعَه نَبِيَّنَا مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم وَتَقْدِيرَهُ وَاحْتِرَامَهُ حَيًّا وَمِيِّتًا مِنْ أَعْظَمِ الوَاجِبَاتِ التِي لاَ يَتِمُّ إِيمَانُ العَبْدِ إِلاَّ بِهَا، وَأَنَّ مَحَبَّتَهُ وَالدِّفَاعَ عَنْهُ وَنُصْرَتَهُ وَفِدَاءَهُ بِالنَّفْسِ وَالمَالِ وَالأَهْلِ دِينٌ يَدِينُ بِهِ المُسْلِمُ للهِ تَعَالَى،
فِي الصَّحِيحَينِ أَنَّهُ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ".
وَأَنَّ كَرَاهِيَتَهُ وَبُغْضَهُ وَانْتِقَاصَهُ وَالاسْتِهْزَاءَ بِهِ وَبِدِينِهِ كُفْرٌ وَرِدَّةٌ عَنْ دِينِ اللهِ تَعَالَى، تُوْجِبُ العُقُوبَةَ وَاللَّعْنَةَ،
وَتُهْدِرُ دَمَ فَاعِلِهَا وَمَالَهُ وَعِرْضَهُ، (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا)
عباد الله
إن مما أغاظَ كلَّ مُسلمٍ وغمَّ كلَّ مُؤمنٍ ذلكم التطاوُل الوقِح، والاستِهزاءُ الآثِمُ المُجرِم ضِدَّ خير خلقِ الله أجمعين نبيِّنا محمدٍ - عليه أفضلُ الصلاة وأتم التسليم
إنه تطاوُل من حُثالةٍ حقيرةٍ لا يُنبِئُ هذا التطاوُل إلا عن حقدٍ دفينٍ، وبُغضٍ مَكين ضدَّ هذه الرسالة المجيدة الخالِدة التي جاء بها هذا النبيُّ العظيمُ، التي أغاظَت الشياطين وأعوانَهم في كل مكانٍ،
وأغاظَت الطغاةَ وأذنابَهم، ولكنَّهم - بإذن الله - مقطوعون من كلِّ خيرٍ، مبتورون من كلِّ نصرٍ وعِزٍّ وتمكينٍ وسعادةٍ وحياةٍ طيبةٍ.
قال الله - جل وعلا -: ﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ﴾
عباد الله
لقد امتنَّ ربُّ العِزَّة والجلال على النبي المُصطفى أن رفعَ له الذِّكرَ المجيدَ في العالمين في الأولين وفي الآخرين، فهو سيدُ الأنبياء والمُرسلين، ﴿ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴾
أعطاه ربُّه - جل وعلا - ما لم يُعطِ أحدًا من الأولين والآخرين، ﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ﴾
إن الله - سبحانه - وهو الخالقُ القادِر العزيزُ المُنتقِم، هو من تكفَّل بالدفاع عن نبيِّه من كلِّ مُجرِمٍ عنيدٍ وآثمٍ مريدٍ، ﴿ إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ﴾
ذكرَ المُفسِّرون عبرَ التأريخ نماذج من القَصص المشهورة التي تُفيدُ وقوعَ المَثُلات المُتناهِية، والعقوبات الدنيوية لمن نالَ من المقام الأعظم مقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ذلكم في الدنيا فضلاً عما أُعِدَّ لهم في الآخرة من العذاب الأكبر.
قال شيخُ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "ومن سُنَّة الله: أن من لم يتمكَّن المُؤمنون من أن يُعذِّبوه من الذين يُؤذُون اللهَ ورسولَه فإنَّ اللهَ - سبحانه - ينتقِمُ لرسوله ويكفِيه إياه ..."
إلى أن قال: "فكلُّ من شانأَه وأبغضَه وعاداه فإن الله يقطعُ دابِرَه، ويمحَقُ عينَه وأثَرَه". انتهى كلامُه
عباد الله
إن الناظر في حال الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم من ملل الكفر يجد بانهم يبغضون ديننا أشد البغض، ويكرهون رسولنا أشدّ الكراهية فهم يطعنون في ديننا وفي رسولنا ليل نهار
لا يوقفهم شيء عن ذكر ذلك وما ظهر من استهزائهم وطعنهم في رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في هذه الأيام ليس هو وليد الليلة بل هم على هذا، ويتدينون بذلك، ويبغضوننا، ويبغضون ديننا،
ولا يرقبون في مؤمن إلًا ولا ذمّة فمن أحسن الظن بهم أو أحبهم فهذا قد أخلّ بدينه يقول -عز وجل-: ﴿وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ﴾
ويقول -عز وجل-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ﴾ وما فعلوه من استهزاء، ورسومات يوضح للمخدوعين بهم شيئًا من موقفهم منّا، ومن ديننا ومن نبيّنا
فهل آن لهؤلاء المتشبهين بالكفار أن يرجعوا إلى دينهم؟ وهل آن للذين يحبونهم أن يتركوا مودتهم ويبغضونهم؟
وما فعله هؤلاء الكفار ليدل كذلك على ضعف المسلمين وما هم فيه من وهنٍ حتى فعل أولئك الأفاعيل، ولا يخافون أحدا, ولن تظهر العزة للمسلمين حتى يرجعوا إلى دينهم، ويعودوا لسنة نبيهم،
عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلًّا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم»
وهذا هو الحل في الانتصارعلى الكفار ورفع الذل عن الامه أن ترجعوا إلى دينكم لا أن تتشبهوا بهم، وتخالفوا هدي نبيكم –صلى الله عليه وسلم- بالمقاطعات، والمظاهرات وغيرها – اقول ماتسمعون واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه
الخطبة الثانية
اعلمو بارك الله فيكم ان نصرة الرسول –صلى الله عليه وسلم- لاتكون بالتفجيرات، والاغتيالات، وقتل الأبرياء والنساء, ليس من نصرة الرسول –صلى الله عليه وسلم- نقض العهود والمواثيق، وإخفار ذمّة أولي الأمر, ليس من نصرة الرسول –صلى الله عليه وسلم-
تشويه صورة الإسلام وأهله بالغدر والخيانة ، ليس من نصرة الرسول –صلى الله عليه وسلم- نشر الشعارات التي مكتوب فيها " إلا رسول اللهٌ"، وهي عبارةٌ لا تجوز
فإن ظاهرها أننا نقبل أو نسكت عن الإساءة إلى أي شيء إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ,
وهذا المعنى باطل ، فإننا لا نقبل ولا نسكت على الإساءة إلى الله تعالى ، ولا إلى القرآن ، أو الإسلام ، أو أحد من الأنبياء والمرسلين ، أو الملائكة ، أو الصحابة رضي الله عنهم ،
أو أمهات المؤمنين ، أو إخواننا المؤمنين ، فظهر بذلك أن معنى العبارة غير صحيح
إن نصرة الرسول –صلى الله عليه وسلم- يكون بالرجوع إلى الدّين والتمسك بهدي سيد المرسلين وسنته -عليه الصلاة والسلام-
فيا عبد الله إن كنت تريد نصرة نبينا -عليه الصلاة والسلام- صدقًا وحقًا فاقتدِ به، واتبعه، واعمل بأوامره، وابتعد عن نواهيه
ان كنت تريد نصرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- حافظ على الصلوات حيث ينادى بها،, تريد نصرة الرسول –صلى الله عليه وسلم- حافظ على صلاة الفجر في المسجد، واعمل بسنته،
واترك المحدثات والبدع وكل من يدعوا إليها, هذه هي نصرة النبي -عليه الصلاة والسلام-, أمــــا نصرته بالتشبه بالكفار في أفعالهم في نصرة بعضهم بعضًا فإن هذا خذلان، وليس من نصرة نبينا -عليه الصلاة والسلام-
للأسف تجد بعض من ينتسب إلى الإسلام يستهزأ بنبيه -عليه الصلاة والسلام- وهو لا يعلم،
وذلك حين يستهزأ بسنته -صلى الله عليه وسلم- فبعضهم يسخر من تقصير الثياب،
وبعضهم يستهزأ من إطالة اللحية وغير ذلك من السنن، وهذا من الاستهزاء بنبينا -عليه الصلاة والسلام-، وبدينه؛
لأنه هو الذي شرع لنا ذلك وأمرنا به, فانتبهوا عباد الله وعودوا إلى ربكم، واتبعوا نبيكم تعود لكم عزتكم
[قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الكَافِرِينَ] {آل عمران:31ـ32}
ساعي البريد- متميز
- عدد المساهمات : 59
نقاط : 173
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 13/06/2013
صفحة 2 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى