ابو نواس شاعر عظيم
صفحة 2 من اصل 1
ابو نواس شاعر عظيم
قصيدة أَثْني على الخمرِ بآلائها أَثْني على الخمرِ بآلائها وسَمِّيها أحسَنَ أسمائها لا تجعلِ الماءَ لها قاهراً ولا تُسَلِّطْها على مائها كَرْخِيّة ٌ، قد عُتّقَتْ حِقْبَةً حتى مضَى أكثرُ أجزائها فلَمْ يكَدْ يُدركُ خَمّارُها مِنها سِوَى آخِر حَوْبائِهَا دارَتْ ، فأحيتْ ، غيرَ مَذمومةٍ نُفوسَ حَسراها وأنْضائها والخمرُ قد يَشرَبُها مَعْشَرٌ لَيسوا، إذا عُدّوا، بأكفائِهَا. قصيدة يا ربّ مجلس فتيان سموت له يارُبَّ مَجْلِسِ فِتْيانٍ سمَوْتُ له وَاللّيلُ مُحتَبِسٌ في ثوْب ظلماءِ لِشُرْبِ صافية ٍ من صَدْرِ خابيَةٍ تَغْشى عيونَ نَداماها بلألاءِ كأنّ مَنْظَرَها، والماءُ يقرَعُها ديباجُ غانيَةٍ، أو رقْمُ وَشّـاءِ تَستنّ من مَرحٍ، في كفّ مُصْطبحٍ من خمر عانةَ، أوْ من خمر سُوراءِ كأنّ قَرْقَرَةَ الإبريق بَيْنَهُمُ رجْعُ المَزَامير، أو تَرْجيعُ فأفاءِ حتى إذا درَجتْ في القوْم، وَانتشرَتْ همّتْ عيونُهُمُ منها بإغفاءِ سألتُ تاجرها: كم ذا لعاصرها؟ فقال: قصّر عَن هذاكَ إحصائي أُنْبِئْتُ أنّ أبا جدي تخَيَّرَها من ذُخر آدَمَ، أوْ من ذخر حوّاءِ ما زالَ يمطُلُ مَن يَنتابُ حانَتَها حتى أتَتْني وكانت ذخر موتائي ونحن بين بساتينِ، فَتَنْفَحُنا ريحَ البنفسَج، لا نَشرَ الخزاماءِ يسعى بها خَنِثٌ ، في خُلقِهِ دَمَثٌ يستأثرُ العَينَ في مُستَدرج الرّائي مقرَّطٌ، وافرُ الأرْداف، ذو غُنُجٍ كأنّ في راحَتَيْه وَسْمَ حِنـّاءِ قد كسّرَ الشّعرَ واواتٍ، وَنَضّدَهُ فوقَ الجَبين وردّ الصّدغَ بالفاء عيناهُ تقْسمُ داءً في مجاهرها وَرُبّما نَفَعَتْ مِن صوْلة الدّاء إنّي لأشرَبُ مِن عَيْنَيه صافيـةً صِرْفاً، وَأشرَبُ أُخرَى معْ ندامائي وَلائِمٍ لامَني جَهْلاً، فقلتُ لهُ: إنّي وَعَيشِكَ مشغوفٌ بمولائي.
نسايم الشام- مشرف
- عدد المساهمات : 34
نقاط : 93
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 03/07/2013
صفحة 2 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى