فوايد الاستغفار

من طرف ابو البنات الأحد نوفمبر 08, 2020 8:25 pm

الاستغفار أمر الله -تعالى- عباده بالاستغفار ودعاهم إليه في شتى أوقاتهم وأحوالهم، وقد ورد ذلك في العديد من الآيات القرآنية الصريحة، من ذلك قول الله -تعالى- في القرآن الكريم: {وَاسْتَغْفِرُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}،[١] وقوله تعالى: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ}،[٢] كما أمر الله عباده باغتنام تلك الأوقات التي تمتاز بأفضلية خاصةً تجعل من الاستغفار أقرب للقبول، ويجب على العبد الذي يستغفر الله أن يتضمن استغفاره بالإضافة إلى التَّلفظ باللسان؛ إعلان التوبة لله والإنابة إليه، فالاستغفار دون توبةٍ صحيحةً لا قيمة له ولا أثر لوجوده، فإن كان الاستغفار على النحو الصحيح كانت له فوائد عديدة،[٣] ومن أبرز تلك الفوائد؛ فوائد الاستغفار في جلب الرزق، وفي هذا المقال بيان ذلك. فوائد الاستغفار في جلب الرزق مما أثبتته الشريعة الإسلامية السمحة أنَّ الأعمال الصالحةِ لها دورٌ بارزٌ في تحصيل الرِّزق وتكثيره، حيث قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}،[٤] ومن ذلك الباب ظهرت فوائد الاستغفار في جلب الرِّزق إذ أنَّ الاستغفار من أهمِّ الأعمال الصالحة التي تُساهم في جلب الرزق، حيث قال تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا}.[٥][٦] والاستغفار سببٌ للرزق الوفير الحلال كما أنّ له فوائد عظيمة أخرى، ولا يوجد له وقتٌ خاص بل يجوز في أي وقتٍ وأي حال، وللاستغفار لجلب الرزق له عدة صيغ منها قول: "استغفر الله"، و"ربِّ اغفر لي"، و"أستغفر الله العليَّ العظيم"، وغير ذلك الكثير من الصِّيغ التي تؤدي إلى مغفرة الذنوب والحصول على الرزق الكثير المُبارك بإذن الله وتوفيقه.[٧] فوائد الاستغفار بعد بيان فوائد الاستغفار في جلب الرِّزق يجدر الإشارة إلى بقية الفوائد التي يوصل إليها الاستغفار المصحوب بالتوبة والاستقامة والنَّدم على ما مضى من ذنوب، وفيما يأتي بيان بعض تلك الفوائد الخاصة للاستغفار:[٨] الاستغفار يُكفِّر السيئات ويوصل إلى مغفرة الذنوب والآثام، حيث قال تعالى: {وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا}.[٩] الاستغفار يؤدي إلى رفع منزلة صاحبه من المنزلة الأدنى إلى الأعلى، ومن المكان المكروه إلى المُحبب. الاستغفار طريقٌ للحصول على المال والأولاد لمن لم يرزقه الله بذلك. الاستغفار يوصل صاحبه إلى طهارة القلب وصفاء السريرة ونقاء النفس، وذلك من خلال محو الذنوب التي تكدِّر النفس وتُسوِّد القلب وتجعله مُظلمًا. الاستغفار يُقوي الجسد ويُعزز الصحة الجسمانية، حيث قال -تعالى- على لسان هود عليه السلام: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ}.[١٠] الاستغفار بابٌ للوصول إلى رضا الله ونيل محبَّته. الاستغفار طريقٌ لتفريج الهموم والكروب، فقد ورد أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من أكثرَ من الاستغفارِ جعل اللهُ لهُ من كلِّ همٍّ فَرَجًا ومن كلِّ ضيقٍ مخرجًا ورَزَقَهُ من حيثُ لا يحتسبُ".[١١]