منتديات شرعب الرونه
السلام عليكم نتمنالكم وقت ممتع

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات شرعب الرونه
السلام عليكم نتمنالكم وقت ممتع
منتديات شرعب الرونه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نفقة الرجل على أهله صدقه

اذهب الى الأسفل

نفقة الرجل على أهله صدقه  Empty نفقة الرجل على أهله صدقه

مُساهمة من طرف العابد القانت الإثنين نوفمبر 02, 2020 3:13 pm

الخطبة الأولى ( نَفَقَةُ الرَّجُلِ عَلَى أَهْلِهِ صَدَقَةٌ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه  الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد  أيها المسلمون
روى البخاري في صحيحه : (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ سَمِعَ أَبَا مَسْعُودٍ الْبَدْرِىَّ عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ :  « نَفَقَةُ الرَّجُلِ عَلَى أَهْلِهِ صَدَقَةٌ »
إخوة الإسلام
هذا الحديث النبوي الكريم يحثنا ويدلنا على فضيلة الإنفاق على الأهل، والأهل هم الذين ألزمنا الله بهم، وأوجب علينا نفقتهم، وقد يكون الإنفاق على من سواهم على وجه التطوع ، والفرض أفضل من التطوع، فالواجب على المسلم أن يبدأ بالواجب الذي هو محتم عليه ، ثم بعد ذلك ما أراد من التطوع، بشرط ألا يكون مسرفا ، ولا مقترا، فيخرج عن سبيل الاعتدال، لقول الله – تعالى – في وصف عباد الرحمن : (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا) (67) الفرقان ، والإنفاق على الزوجة والأولاد واجب على الرجل، لقول الله تعالى في محكم آياته:  (وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) {البقرة:233}، وقوله تعالى: (لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا) {الطلاق:7}، وروى الإمام مسلم في صحيحه : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « دِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي رَقَبَةٍ وَدِينَارٌ تَصَدَّقْتَ بِهِ عَلَى مِسْكِينٍ وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ أَعْظَمُهَا أَجْرًا الَّذِى أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ ». وقال المناوي في فيض القدير: ومقصود الحديث الحث على النفقة على العيال ،وأنها أعظم أجراً من جميع النفقات.        واعلم أخي أن الأجر لا ينقطع ما لم تنقطع النفقة، ففي الصحيحين : (عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ لِي مِنْ أَجْرٍ فِي بَنِى أَبِى سَلَمَةَ أَنْ أُنْفِقَ عَلَيْهِمْ ، وَلَسْتُ  بِتَارِكَتِهِمْ هَكَذَا وَهَكَذَا ، إِنَّمَا هُمْ بَنِىَّ . قَالَ « نَعَمْ لَكِ أَجْرُ مَا أَنْفَقْتِ عَلَيْهِمْ »  ، وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في حديثه الطويل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: (وَإِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِى بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلاَّ أُجِرْتَ بِهَا ، حَتَّى مَا تَجْعَلُ فِي فِي امْرَأَتِكَ ». متفق عليه. فالنفقة على الأهل إذا أريد بها وجه الله ،والتعفف ،والتستر ،وأداء الحق ،والإحسان إلى الأهل ،وعونهم بذلك على الخير ،من أعمال البر التي يؤجر بها المنفق ،وإن كان ما يطعمه امرأته، وإن كان غالب الحال أن إنفاق الإنسان على أهله لا يهمله ،ولا يضيعه ،ولا يسعى إلا له ، وما ينفقه الإنسان على نفسه أيضاً يؤجر فيه، إذا قصد بذلك التقوي على الطاعة والعبادة ، وفي صحيح البخاري : (قَالَ مُعَاذٌ لأَبِى مُوسَى: كَيْفَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ  قَالَ قَائِمًا وَقَاعِدًا وَعَلَى رَاحِلَتِهِ وَأَتَفَوَّقُهُ تَفَوُّقًا . قَالَ أَمَّا أَنَا فَأَنَامُ وَأَقُومُ ، فَأَحْتَسِبُ نَوْمَتِي كَمَا أَحْتَسِبُ قَوْمَتِي ).
فمما تقدم يتبين لنا عظم أجر الإنفاق على الزوجة والأولاد ، إذا ابتغي به وجه الله، وأما هل يضاعف هذا الأجر إلى سبعمائة ضعف ،فالأحاديث عامة في مضاعفة الحسنات إلى سبعمائة ضعف، ومنها ما رواه البخاري : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ : « يَقُولُ اللَّهُ إِذَا أَرَادَ عَبْدِى أَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً فَلاَ تَكْتُبُوهَا عَلَيْهِ حَتَّى يَعْمَلَهَا ، فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا بِمِثْلِهَا وَإِنْ تَرَكَهَا مِنْ أَجْلِى فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً فَلَمْ يَعْمَلْهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً ، فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةٍ »
أيها المسلمون
والانفاق على الأهل من علامات وشواهد ودلائل نبل المعدن ، ونقاء السريرة ، فالأهل هم أكثر الناس معرفة بطبائعه، وقياما بشأنه، ومسارعة الى محباته، وقد روى الترمذي في سننه : (عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي)   ، وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ خُلُقًا »  (رواه الترمذي).  ولا شك أن أكثر ما يشغل غالب الناس فيما يتعلق بالإنفاق هو الإنفاق على أبنائه وأهله، وعلى المسلم أن يستحضر عند ذلك طاعة ربه ، روى كَعْبُ بنُ عُجْرَة: أنَّه مر على النبي صلى الله عليه وسلم رجلٌ، فرأى أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم من جَلَدِه ونشاطِه، فقالوا: يا رسول الله، لو كان هذا في سبيلِ الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن كان خرجَ يسعى على وَلَدِه صِغارًا، فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين، فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على نفسه، يَعُفُّها، فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى رياء ومُفاخرة، فهو في سبيل الشيطان»؛ (رواه الطبراني وصححه الألباني)   ، ويقول شيخ الاسلام ( ابن تيمية) :  «من أحب أن: يلحق بدرجة الأبرار ويتشبه بالأخيار.. فلينوِ في كل يوم تطلع فيه الشمس نفع الخلق، فيما يسر الله من مصالحهم على يديه، وليطع الله في أخذ ما حل، وترك ما حرم، وليتورع عن الشبهات ما استطاع، فإن طلب الحلال والنفقة على العيال باب عظيم، ﻻ يعدله شيء من أعمال البر».   ، وعلى الجانب الآخر فإن المقصر في حقهم البخيل عليهم المانع منهم وهو عامد لذلك إنما هو على خطر عظيم واثم صريح، بل إن الامتناع من النفقة الواجبة محرم ، بل من كبير الذنوب ،وفي صحيح مسلم : (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :  « كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يَحْبِسَ عَمَّنْ يَمْلِكُ قُوتَهُ ».
أيها المسلمون
فالكتاب والسنة تحث على النفقة على الأولاد، وتبين فضلها ،ومع ذلك لم تأمر بالإسراف في النفقة أو التبذير، بل بالتوسط والاعتدال والتوازن ، وهذا التوازن والاعتدال هو ما يميز البيت المسلم الوسطي، فالله سبحانه وتعالى وصف الذين آمنوا بقوله تعالى : {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان:67]، والقوام هو الوسط ، وقال الله تعالى : {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة:143].
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( نَفَقَةُ الرَّجُلِ عَلَى أَهْلِهِ صَدَقَةٌ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه  الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد  أيها المسلمون
وأما الإسراف: فهو الإنفاق فوق الحد، وهذا الإسراف يؤدي إلى مشكلات في البيت المسلم، منها الاقتراض ،والدين ،وإرهاق البيت ،وإدخال التعاسة عليه بسبب كثرة النفقات ،وقلة الإيرادات، فالإسراف ممقوت، وورد النهي الواضح عنه، فقال الله تعالى: “يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ، قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ”  الأعراف31،32. ، وأما التبذير: هو الإنفاق في معصية الله، فأي إنفاق فيما يخالف شرع الله فهو تبذير، قال الله تعالى: “وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا، إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا” الإسراء27،26 ، فلو طلب الولد شيئًا محرمًا أو فيه تبذير، لابد أن نرفض، ونقول له: إن هذا حرام، وفيه ارتكاب للمعصية والسير في طريق الذنوب والمعاصي التي توصل إلى النار.  ، فالتوازن مطلوب، قال الله تعالى: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا} [الإسراء:29].  ولذلك يجب أن نُعَرِّف الأبناء ما هو الاعتدال وحدوده في المصروفات المختلفة، ومن ناحية أخرى عند تقدير المصروفات الشخصية للأولاد يجب عدم المغالاة فيها فوق الاعتدال؛ حتى لا نشجعهم على الإسراف، والذي يقود إلى مفاسد الأخلاق ثم الانحراف، ولا مانع من تعويد الأولاد على الادخار، بل لا بد من تدريبهم عليه، وعلى الإنفاق والصدقة منذ الصغر، وتعليمهم كيفية تنظيف المصروفات، والتوازن بينها وبين الإيرادات. ، ولا مانع أيضا من الادخار وترك الورثة أغنياء : فليس كل ما تكسبه تنفقه، وليس كل ما تشتهيه تشتريه، فهذا من الفهم الصحيح للجمع بين التوازن وعدم البخل في الإنفاق على الأولاد، ففي وقت الرخاء ندرب الأولاد على الادخار للمستقبل، ونزودهم بالوسائل والأساليب المشجعة على ذلك، ومن ناحية أخرى يجب أن نربيهم على القناعة عموما، وزيادة التقشف وقت الأزمات، وأن هذا كله بقدر الله سبحانه وتعالى، وَنَقُصُّ عليهم كيف كان سلوك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقت الأزمات، بل في غالبية حياته التي كان الزهد فيها واضحا في الحياة الدنيا، وكانت حياته بعيدة تماما عن الإسراف والتبذير، وفيها من الكرم والإسراف في الإنفاق وكذلك حياة أصحابه. فالمسلم مطالب بالاعتدال والتوازن، والابتعاد عن كل مظاهر الفساد والترف والإسراف والتبذير، ويجب الابتعاد عن الإسراف في الكماليات، مع التخطيط الجيد والتحضير المستمر لنكون شعبا منتجا، بدلا من أن نكون عالة على الآخرين، ونظل دائما مجتمعا مستهلكا، وتلك هي آفات بعض المجتمعات المعاصرة.
الدعاء

العابد القانت
زائر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى