منتديات شرعب الرونه
السلام عليكم نتمنالكم وقت ممتع

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات شرعب الرونه
السلام عليكم نتمنالكم وقت ممتع
منتديات شرعب الرونه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إياك والظلم

اذهب الى الأسفل

إياك والظلم  Empty إياك والظلم

مُساهمة من طرف العابد القانت الإثنين نوفمبر 02, 2020 3:02 pm

الخطبة الأولى ( إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس ، فتذكر قدرة الله عليك)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه  الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد  أيها المسلمون
روى الإمام مسلم في صحيحه : (قَالَ أَبُو مَسْعُودٍ الْبَدْرِىُّ كُنْتُ أَضْرِبُ غُلاَمًا لِى بِالسَّوْطِ فَسَمِعْتُ صَوْتًا مِنْ خَلْفِي « اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ ». فَلَمْ أَفْهَمِ الصَّوْتَ مِنَ الْغَضَبِ –
قَالَ – فَلَمَّا دَنَا مِنِّى إِذَا هُوَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَإِذَا هُوَ يَقُولُ« اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ »
قَالَ فَأَلْقَيْتُ السَّوْطَ مِنْ يَدِى فَقَالَ « اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ أَنَّ اللَّهَ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَى هَذَا الْغُلاَمِ »
قَالَ فَقُلْتُ لاَ أَضْرِبُ مَمْلُوكًا بَعْدَهُ أَبَدًا.
وفي رواية لمسلم : (كُنْتُ أَضْرِبُ غُلاَمًا لِي فَسَمِعْتُ مِنْ خَلْفِي صَوْتًا « اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ لَلَّهُ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَيْهِ ». فَالْتَفَتُّ فَإِذَا هُوَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هُوَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ. فَقَالَ « أَمَا لَوْ لَمْ تَفْعَلْ لَلَفَحَتْكَ النَّارُ أَوْ لَمَسَّتْكَ النَّارُ ».
إخوة الإسلام
موعدنا اليوم إن شاء الله مع هذا الأدب النبوي الكريم ، والذي يحذرنا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من البغي والظلم والقسوة والشدة في معاقبة المخطئين ، ويأمرنا باللين والتسامح ، والرفق والنصح للآخرين ، والعفو عن الخدم ، والتجاوز عن أخطائهم ،
ففي سنن أبي داود : (عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَمْ نَعْفُو عَنِ الْخَادِمِ فَصَمَتَ ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِ الْكَلاَمَ فَصَمَتَ فَلَمَّا كَانَ فِي الثَّالِثَةِ قَالَ
« اعْفُوا عَنْهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً ».
وفي هذا الحديث الجليل الكثيرُ والكثير من الفوائد الدعوية والتربوية والاجتماعية، التي تُنبِئ عن عمْق حكمة النبي -صلى الله عليه وسلم- في التعامُل مع أخطاء أصحابه، كما تُنبِئ عن قوَّة الوَازِع الديني وعمْق الامتِثال والطاعة عند أصحابه – رضي الله عنهم.
ومن الفوائد المستنبطة من هذا الحديث : حفْظ الإسلام لحقِّ الضعيف ، ودفْع الظلم عنه؛
كما في موقفه -صلى الله عليه وسلم- من أبي مسعود لَمَّا ضرب غلامه، وقوله له:                                   (لَلَّهُ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَيْهِ ).
وفي سنن ابن ماجة : (يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
« .. كَيْفَ يُقَدِّسُ اللَّهُ أُمَّةً لاَ يُؤْخَذُ لِضَعِيفِهِمْ مِنْ شَدِيدِهِمْ ».
وفي مسند أحمد : (عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ :
« اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ الْيَتِيمِ وَالْمَرْأَةِ »
فالإسلامُ جاء بحفْظ حقوق كلِّ فئات المجتمع، وشَدَّد في حَقِّ الضعيف؛ سواء أكان الضعيف امرأة أو يتيمًا، أو فقيرًا أو مريضًا، أو عبدًا مملوكًا، وهذا خيرُ دافعٍ لنا للعِنايَة بأمر هؤلاء جميعهم، والسؤال عنهم، والإحسان إليهم.
وفي قوله – صلى الله عليه وسلم -: « اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ أَنَّ اللَّهَ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَى هَذَا الْغُلاَمِ »  تحذيرٌ لكلِّ مَن تَغُرُّه قُوَّتُه فيَتَجبَّر على عِباد الله بغير حقٍّ؛
فالله تعالى أكبر، وقدرته على العبد أعظم، وجَعْلُ العبد قدرة الله -تعالى- عليه نصْبَ عينه يَعصِمه من مرض التجبُّر ،والظلم المُتَأصِّل في نفس كُلِّ إنسان، وإنْ كان لا يظهر هذا المرض إلا مع مُقتَضاه من سلطة، أو قوَّة، أو غير ذلك.
ومن الفوائد المستنبطة من هذا الحديث : أهميَّة تَخوِيف المُخطِئ بالله وقدرته في الدعوة إلى الله، فالزجر والتعنيف خِلاف الأصْل في النُّصْح والإرشاد في الدعوة إلى الله -تعالى- فالأصْل هو الرِّفق واللِّين، لكن أحيانًا تجد المرء لا يُرَدُّ عن الخطأ إلا بشيءٍ من الشدَّة في النُّصْح، فيجب حينئذٍ على الداعية بعض الشدَّة، كما أنَّ لتَفاوُت الأخطاء وحال المُخطِئين مقاييسَ ينبغي أن تُراعَى في مَقام الشدَّة في النُّصْح الدعويِّ.
ومن فوائد الحديث : تصوُّر وُجود الخطأ ووقوعه من أصحاب المقامات العالية؛ فأبو مسعود معدود من عُلَماء الصحابة، وكان يُفتِي الناس في عصر عمر – رضِي الله عنهما – ويُقال: إنه شَهِد بدرًا، ومع ذلك وقع منه ما كَرِهَه النبي -صلى الله عليه وسلم- وعنَّفه عليه.
فتصوُّر وقوع الخطأ ممَّن يحسن فيهم الظن، أقربُ لمعالجة الخطأ والقُصُور، كما أنَّه دافِعٌ للمُعالَجَة المُتوازِنة والمبنيَّة على تقدير الأمور تقديرًا صحيحًا.
فكثيرًا منا لا يتصوَّر أو يرضى أنَّ شخصًا صاحب مكانة عالية أو حميدة يقع منه أمرٌ يُكرَه
وهذا مخالف لما جبل عليه الانسان ، فكل ابن آدم خطاء ، ولكن خير الخطائين التوابون
وفي مسند أحمد (عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ :
« أَقِيلُوا ذَوِى الْهَيْئَاتِ عَثَرَاتِهِمْ إِلاَّ الْحُدُودَ ».
ومن الفوائد المستنبطة من هذا الحديث : حُسْنُ الامتِثال لأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- وتعظيم جَنابِه؛ فأبو مسعود – رضِي الله عنه – لَمَّا رأى النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- سقط السَّوْطُ من يده هيبةً له، ثم إنَّه بادَرَ بإرضائه فأعتق العبد، وحلَف له ألاَّ يضرب مملوكًا له بعد ذلك أبدًا.
ومطلوب منا نحن اليومَ أن نُعَظِّم جَنابَه -صلى الله عليه وسلم- بالامتِثال لِمَّا صَحَّ من أمره، وتقديمه على أمر غيره مهما كانت منزلته ومكانته، كما نُعظِّم جَنابَه -صلى الله عليه وسلم- بالاقتِداء به، واستِعمال الآداب الواجبة في حقِّ حديثه وسنَّته،
أقول قولي وأستغفر الله لي ولك
الخطبة الثانية ( إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس ، فتذكر قدرة الله عليك)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه  الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد  أيها المسلمون
ومن الفوائد المستنبطة من هذا الحديث : قُرْبُ تَفرِيج الله على عباده، فربَّما كان هذا العبد الذي كان يضربه أبو مسعود – في وقت لم يكد يرى فيه بصيص نور – لا يرجو سوى سكون غضب سيده وكفِّ أذاه عنه، فإذا الله -تعالى- يَمُنُّ عليه بالعتق والحريَّة!
وهذا من معاني قوله تعالى : ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ [الشرح: 5- 6]
ففي الحديث بُشرَى لكلِّ إنسان لاحَقَتْه الكروب، ورَكِبَتْه الهموم والأحزان، وضاقَتْ به الدنيا بما رَحُبتْ، بشرى له ألا يجزع، وأن يعلم أن فرج الله -تعالى- يأتي من حيث لا يعلم، ومن حيث لا ينتظر.
وإنما الواجب على المرء تَحَرِّي طاعة الله -تعالى- وتجنُّبُ مَواطِن سخطه وحسْب، فإن بَدَا
منه تقصيرٌ أو مخالفة فليَتُبْ وليرجع إلى الله -تعالى- وكذلك يفعل المُستَطاع من الأسباب غير المُحَرَّمة، ثم إن كان ثَمَّ مَتاعِب وكُرُوب بعد ذلك فليلجأ بقلبه لِمَن بيده مفاتيح الفرج وردُّ المكروهات، فإن وقع شيء ممَّا يكره، فهو بلاء تُكَفَّر به سيئاته، وتُرفَع به درجاته.
ومن الفوائد المستنبطة من هذا الحديث : المُسارَعة في تَكفِير السيِّئة ومحْوها بالقيام
بالحسنة بعدها؛ كما قام أبو مسعود – رضِي الله عنه – هنا بعتْق عبده الذي ضرَبَه، وقال له -صلى الله عليه وسلم-:  « أَمَا لَوْ لَمْ تَفْعَلْ لَلَفَحَتْكَ النَّارُ أَوْ لَمَسَّتْكَ النَّارُ »
فدلَّ ذلك على ضرورة عمل الصالحات بعد الوقوع في السيئات، كما قال الله تعالى :
﴿ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ﴾ [هود: 114].
وفي سنن الترمذي بسند حسنه : (عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ :قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-  :
« اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ »
ومن الفوائد المستنبطة من هذا الحديث : التعلُّم من الخطأ، وأخْذ النفْس بعدم تَكراره؛ فأبو مسعود – رضِي الله عنه – استَشعَر خطأه فقال للنبي -صلى الله عليه وسلم-:
(لاَ أَضْرِبُ مَمْلُوكًا بَعْدَهُ أَبَدًا)
والمرء إذا اعتَاد مُحاسَبة نفسه على الخطأ والقُصُور الذي يقع منه، ووضع عقوبات للمخالفة، فإنه حَتْمًا ستَستَقِيم له نفسُه على مَرضَاة الله – عزَّ وجلَّ –
وكان ابنُ وهب – رحمه الله – يقول: “نذرت أنِّي كلَّما اغتبتُ إنسانًا أن أصوم يومًا، فأجهدني، فكنت أغتابُ وأصوم، فنويت أنِّي كلما اغتبت إنسانًا أن أتصدَّق بدرهم، فمِن حُبِّ الدراهم تركتُ الغِيبة”؛           ( سير أعلام النبلاء )،
الدعاء

العابد القانت
زائر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى