الغفلة عن الموت
صفحة 2 من اصل 1
الغفلة عن الموت
الغفلة والتغافل
خطبة جمعة بتاريخ / 06-11-2020 هـ
20/ربيع اول/1441هــ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله , صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة أعاذنا الله وإياكم منها.
أيها المسلمون عباد الله : من الأمراض الخطيرة والمنتشرة بين الناس مرض الغفلة والتيه وعدم تحديد الاهداف , فكثير من الناس غافل عما ينفعه بل ويضره في هذه الحياة, مرض الغفلة عباد الله من اخطر الامراض لأننا نعيش في هذه الدنيا بعمر محدود ومكتوب فإذا جاء الموت حينها ينتبه المسلم ..
يقول علي رضي الله عنه ( الناس نيام فإذا ماتوا إنتبهوا ) يعني الناس كلهم غافلون تائهون نائمون لا يستيقظون إلا عند موتهم , حينا يتمنى ويطلب ويسأل ويستجدي لكن لن يفع ذلك ...
فمن أنواع الغفلة عباد الله أن يغفل المسلم عن دينه , فلا يتعلمه ولا يعلم عنه شيئا حتى يقع في المحرمات والمكروهات , ويسأل احدهم عن امور لا تتناسب مع عمره والذي من المفترض أن هذه الأمور لا بد ان يعلمها كل بالغ ...
ومن أنواع الغفلة هي غفلة المسلم عن قراءة كلام ربه , فمن العيب الشديد بل هو من العقوق أن يقرأ المسلم في اليوم مئات الكلمات والعشرات من المنشورات ويشاهد الكثير من مقاطع الفيديو ثم يبخل على نفسه أن يقرأ صفحات من كلام ربه , أو قراءة احاديث من سنة نبيه عليه الصلاة والسلام ينتفع بها , أويشاهد ويسمع محاضرة لعالم يتعلم فيها أحكام دينه ... كل هذا من الغفلة عباد الله ...
ونخشى أشد الخشية على أمثال هؤلاء أن الله كره عبادتهم فأبعدهم عنها ,قال سبحانه (ولكن كره الله إنبعاثهم فثبطهم ) , فلما كره الله خروجهم للقتال أقعدهم وحرمهم من نعمة الجهاد في سبيله , فاحذر أيها المسلم أن يكون بعدك عن عبادة الله سببه هو كره الله لعبادتك .... فبادر واجتهد وثبت ساعة لقراءة القران وسماع السنة والدعوة إليها ..
ومن اخطر أنواع الغفلة هي غفلة المسلم عن الموت وعلى رحلته إلى الدار الآخرة , هذه الرحلة عباد الله التي كلكم ستذهبون فيها وإليها ( كل نفس ذائقة الموت) , ومهما ذهب المسلم يمنة او يسرى أو طال عمره وكان وكان إلا أنه ملاق الموت لا محالة ( قلإن الموت الذي تفرون منه فغنه ملاقيكم)..
ومع ذلك , يغفل كثير من الناس عن هذه الحقيقة والتي كل يوم نقترب يوما إليها وينقص من أعمارنا , ومع ذلك كلنا غافلون , نجري لجمع الاموال من حلالها وحرامها , نقطع الأرحام نعتدي على الأرامل واليتامى , ناكل حقوق الإخوة والاخوات في الميراث, حلف بالكذب على الأراضي , إعتداء على المال العام , رشوة تهريب مخدرات وهجرة وخمور زنى وشرب خمر ....الخ
هل هؤلاء موقنون انهم سيموتون , والله لو علم احدهم علم اليقين انه ميت ما فعل هذه الخبائث , لكنها الغفلة عباد الله ...
ومنها الغفلة في الحياة الدنيا وملذاتها , فكم من ناس يخرجون للرحلات والصيد ويتركون اهلهم وزوجاتهم بالأشهر المعدودة بلا داعي ونبينا عليه الصلاة والسلام يقول ( ومن تتبع الصيد غفل )...
ومن أنواع الغفلة التي نراها اليوم هي الغفلة عن ذكر الله تبارك وتعالى , هذه العبادة العظيمة ذكر الله الحصن الحصين والسد المنيع من الأمراض ومن البلايا ومن نزغات الشياطين وتسلطهم , هذه الأذكار على سهولتها وبساطتها ويسرها إلا اننا غافلون عنها..
فمن منا اليوم قرأ أذكار الإستيقاظ من النوم , وكم واحد منا قرأ أذكار الصباح والمساء , وأذكار الخروج من المنزل وهو خارج إلى صلاة الجمعة ....لن تجد إلا القليل وهذا القليل المحافظ عليها منهم قليل ...
ثم بعد ذلك نشكوا الهم وضيق النفس وضيق المنزل بأهله وتسلط الشياطين , ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول ( مثل الذي يذكر ربه والذي يذكره مثل الحي والميت) والسنة مليئة بانواع الأذكار واهميتها ووظيفتها ومالها من أجر لكننا غافلون عباد الله ..
ومن انواع الغفلة هي ان يستصغر المسلم المعصية , فيصبح يعصي الله سبحانه وتعالى أو يمسي يرتكب محرما وهو في ظنه أنه صغير لا قيمة له , قال ابن مسعود ( المؤمن يرى ذنوبه كانه قاعد تحت جبل يريد ان يقع عليه , والفاجر يرى ذنوبه كأنه ذباب وقف على انفه فقال له هكذا) يعني هشه ...
أخطر شيء عبد الله أن تستأنس بالمعصية وتعتاد عليها ولو كانت صغيرة , فلا تقيم لها وزنا وترتكبها بين الحين والآخر وكانك ترى صغر المعصية ولا ترى عظم من عصية, فهذه من الغفلة عباد الله ..
فكل هذه وغيرها من انواع الغفلة والتي انتشرت في قلوب كثير من المسلمين عباد الله , فالله الله في الخوف من الغفلة والإنتباه إلى ما يصلحك ويوقويك وزيدك طاعة وقرب من رب العالمين ...
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا والسامعين من الذكرين الله كثيرا , وان يجنبنا الغفلة قليلها وكثيرها ...أقول ما تسمعون ...
الخطبة الثانية
الحمد لله ..
فعندما تكلمنا عباد الله عن خلق الغفلة الذميمة لابد ان نذكر بخلق عظيم وصفة مهمة وهي صفة التغافل , فرق بين الغفلة وبين التغافل , التغافل من شيم الكرام يقول سفيان الثوري رحمه الله ( ومازال التغافل من فعل الكرام) ..
نذكر بهذا الخلق المهم لأن كثيرا من لقائاتنا وإجتماعاتنا مع الاهل والأصحاب وزملائنا في العمل إن لم يكن فيها خلق التغافل لحل مكانها الشك والظنون وانت تقصد كذا ولماذا قلت كذا وكذا ...
فالتغافل كله خير يقول الإمام احمد رحمه الله ( تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل), فعندما تكون في مجلس مع صديق أو اخ أو زميل في العمل وقال كلمة تحمل محمل شر وآخر حسن إحملها على المحمل الحسن , وإن قال كلمة فيها شيء تغافل عنها ولا تلقي لها بال هذا من شيم الكرام وسبب للسلامة من الشرور والظنون ..
كم من مشاكل وقعت في المجتمع كان سببها عدم التغافل! كم وقع بين الزوجين أو بين الأقارب والأصحاب من مشاكل كان سببها تقصي بعضهم على بعض وتتبع الأخطاء والبحث عن المقاصد! ولو أنهم رزقوا التغافل لزال عنهم شر كثير، كما قال الأعمش -رحمه الله(التغافل يطفئ شراً كثيراً)..
ولو أن كلّاً منهم تغافل عن زلات صاحبه وغض طرفه عن هفواته لاستدامت لهم العشرة، وبقيت بينهم المودة؛ لكنهم حين فقدوا التغافل حصل ما حصل.
وهذا قدوتنا ورسولنا -صلى الله عليه وسلم- يعلمنا هذا الأدب العظيم فيقول لأصحابه: )لا يبلِّغني أحد عن أحد شيئا؛ فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر)..
فلم يكن -عليه الصلاة والسلام- يتتبع زلات أصحابه أو يبحث عن أخطائهم؛ بل كان ينهى عن التجسس وعن تتبع العورات وتفسير المقاصد، ولم يرض أن يخبره أحد عن أحد شيئا؛ حتى يبقى صدره سليماً محباً لهم جميعاً.
ومن الامثلة على ذلك مارواه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه عن سب وشتم أم جميل وغيرها من المشركين له(ألا تعجبون كيف يصرف الله عنّي شتم قريش ولعنهم! يشتِمُون مُذَمَّماً، ويلعنون مُذَمَّماً، وأنا محمّد) رواه البخاري.
وأخيراً؛ يجب أن نعلم أن الحديث عن التغافل والحث عليه لا يعني ترك النصيحة والتنبيه على المخالفات الشرعية، فهذه لها شأن آخر ليس هذا مجال الحديث عنها، وقد جاء في صحيح مسلم من حديث تميم الداري -رضي الله عنه- أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "الدين النصيحة"، قلنا : لمن؟ قال: "لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم".
نسأل الله سبحانه وتعالى ...
خطبة جمعة بتاريخ / 06-11-2020 هـ
20/ربيع اول/1441هــ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله , صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة أعاذنا الله وإياكم منها.
أيها المسلمون عباد الله : من الأمراض الخطيرة والمنتشرة بين الناس مرض الغفلة والتيه وعدم تحديد الاهداف , فكثير من الناس غافل عما ينفعه بل ويضره في هذه الحياة, مرض الغفلة عباد الله من اخطر الامراض لأننا نعيش في هذه الدنيا بعمر محدود ومكتوب فإذا جاء الموت حينها ينتبه المسلم ..
يقول علي رضي الله عنه ( الناس نيام فإذا ماتوا إنتبهوا ) يعني الناس كلهم غافلون تائهون نائمون لا يستيقظون إلا عند موتهم , حينا يتمنى ويطلب ويسأل ويستجدي لكن لن يفع ذلك ...
فمن أنواع الغفلة عباد الله أن يغفل المسلم عن دينه , فلا يتعلمه ولا يعلم عنه شيئا حتى يقع في المحرمات والمكروهات , ويسأل احدهم عن امور لا تتناسب مع عمره والذي من المفترض أن هذه الأمور لا بد ان يعلمها كل بالغ ...
ومن أنواع الغفلة هي غفلة المسلم عن قراءة كلام ربه , فمن العيب الشديد بل هو من العقوق أن يقرأ المسلم في اليوم مئات الكلمات والعشرات من المنشورات ويشاهد الكثير من مقاطع الفيديو ثم يبخل على نفسه أن يقرأ صفحات من كلام ربه , أو قراءة احاديث من سنة نبيه عليه الصلاة والسلام ينتفع بها , أويشاهد ويسمع محاضرة لعالم يتعلم فيها أحكام دينه ... كل هذا من الغفلة عباد الله ...
ونخشى أشد الخشية على أمثال هؤلاء أن الله كره عبادتهم فأبعدهم عنها ,قال سبحانه (ولكن كره الله إنبعاثهم فثبطهم ) , فلما كره الله خروجهم للقتال أقعدهم وحرمهم من نعمة الجهاد في سبيله , فاحذر أيها المسلم أن يكون بعدك عن عبادة الله سببه هو كره الله لعبادتك .... فبادر واجتهد وثبت ساعة لقراءة القران وسماع السنة والدعوة إليها ..
ومن اخطر أنواع الغفلة هي غفلة المسلم عن الموت وعلى رحلته إلى الدار الآخرة , هذه الرحلة عباد الله التي كلكم ستذهبون فيها وإليها ( كل نفس ذائقة الموت) , ومهما ذهب المسلم يمنة او يسرى أو طال عمره وكان وكان إلا أنه ملاق الموت لا محالة ( قلإن الموت الذي تفرون منه فغنه ملاقيكم)..
ومع ذلك , يغفل كثير من الناس عن هذه الحقيقة والتي كل يوم نقترب يوما إليها وينقص من أعمارنا , ومع ذلك كلنا غافلون , نجري لجمع الاموال من حلالها وحرامها , نقطع الأرحام نعتدي على الأرامل واليتامى , ناكل حقوق الإخوة والاخوات في الميراث, حلف بالكذب على الأراضي , إعتداء على المال العام , رشوة تهريب مخدرات وهجرة وخمور زنى وشرب خمر ....الخ
هل هؤلاء موقنون انهم سيموتون , والله لو علم احدهم علم اليقين انه ميت ما فعل هذه الخبائث , لكنها الغفلة عباد الله ...
ومنها الغفلة في الحياة الدنيا وملذاتها , فكم من ناس يخرجون للرحلات والصيد ويتركون اهلهم وزوجاتهم بالأشهر المعدودة بلا داعي ونبينا عليه الصلاة والسلام يقول ( ومن تتبع الصيد غفل )...
ومن أنواع الغفلة التي نراها اليوم هي الغفلة عن ذكر الله تبارك وتعالى , هذه العبادة العظيمة ذكر الله الحصن الحصين والسد المنيع من الأمراض ومن البلايا ومن نزغات الشياطين وتسلطهم , هذه الأذكار على سهولتها وبساطتها ويسرها إلا اننا غافلون عنها..
فمن منا اليوم قرأ أذكار الإستيقاظ من النوم , وكم واحد منا قرأ أذكار الصباح والمساء , وأذكار الخروج من المنزل وهو خارج إلى صلاة الجمعة ....لن تجد إلا القليل وهذا القليل المحافظ عليها منهم قليل ...
ثم بعد ذلك نشكوا الهم وضيق النفس وضيق المنزل بأهله وتسلط الشياطين , ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول ( مثل الذي يذكر ربه والذي يذكره مثل الحي والميت) والسنة مليئة بانواع الأذكار واهميتها ووظيفتها ومالها من أجر لكننا غافلون عباد الله ..
ومن انواع الغفلة هي ان يستصغر المسلم المعصية , فيصبح يعصي الله سبحانه وتعالى أو يمسي يرتكب محرما وهو في ظنه أنه صغير لا قيمة له , قال ابن مسعود ( المؤمن يرى ذنوبه كانه قاعد تحت جبل يريد ان يقع عليه , والفاجر يرى ذنوبه كأنه ذباب وقف على انفه فقال له هكذا) يعني هشه ...
أخطر شيء عبد الله أن تستأنس بالمعصية وتعتاد عليها ولو كانت صغيرة , فلا تقيم لها وزنا وترتكبها بين الحين والآخر وكانك ترى صغر المعصية ولا ترى عظم من عصية, فهذه من الغفلة عباد الله ..
فكل هذه وغيرها من انواع الغفلة والتي انتشرت في قلوب كثير من المسلمين عباد الله , فالله الله في الخوف من الغفلة والإنتباه إلى ما يصلحك ويوقويك وزيدك طاعة وقرب من رب العالمين ...
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا والسامعين من الذكرين الله كثيرا , وان يجنبنا الغفلة قليلها وكثيرها ...أقول ما تسمعون ...
الخطبة الثانية
الحمد لله ..
فعندما تكلمنا عباد الله عن خلق الغفلة الذميمة لابد ان نذكر بخلق عظيم وصفة مهمة وهي صفة التغافل , فرق بين الغفلة وبين التغافل , التغافل من شيم الكرام يقول سفيان الثوري رحمه الله ( ومازال التغافل من فعل الكرام) ..
نذكر بهذا الخلق المهم لأن كثيرا من لقائاتنا وإجتماعاتنا مع الاهل والأصحاب وزملائنا في العمل إن لم يكن فيها خلق التغافل لحل مكانها الشك والظنون وانت تقصد كذا ولماذا قلت كذا وكذا ...
فالتغافل كله خير يقول الإمام احمد رحمه الله ( تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل), فعندما تكون في مجلس مع صديق أو اخ أو زميل في العمل وقال كلمة تحمل محمل شر وآخر حسن إحملها على المحمل الحسن , وإن قال كلمة فيها شيء تغافل عنها ولا تلقي لها بال هذا من شيم الكرام وسبب للسلامة من الشرور والظنون ..
كم من مشاكل وقعت في المجتمع كان سببها عدم التغافل! كم وقع بين الزوجين أو بين الأقارب والأصحاب من مشاكل كان سببها تقصي بعضهم على بعض وتتبع الأخطاء والبحث عن المقاصد! ولو أنهم رزقوا التغافل لزال عنهم شر كثير، كما قال الأعمش -رحمه الله(التغافل يطفئ شراً كثيراً)..
ولو أن كلّاً منهم تغافل عن زلات صاحبه وغض طرفه عن هفواته لاستدامت لهم العشرة، وبقيت بينهم المودة؛ لكنهم حين فقدوا التغافل حصل ما حصل.
وهذا قدوتنا ورسولنا -صلى الله عليه وسلم- يعلمنا هذا الأدب العظيم فيقول لأصحابه: )لا يبلِّغني أحد عن أحد شيئا؛ فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر)..
فلم يكن -عليه الصلاة والسلام- يتتبع زلات أصحابه أو يبحث عن أخطائهم؛ بل كان ينهى عن التجسس وعن تتبع العورات وتفسير المقاصد، ولم يرض أن يخبره أحد عن أحد شيئا؛ حتى يبقى صدره سليماً محباً لهم جميعاً.
ومن الامثلة على ذلك مارواه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه عن سب وشتم أم جميل وغيرها من المشركين له(ألا تعجبون كيف يصرف الله عنّي شتم قريش ولعنهم! يشتِمُون مُذَمَّماً، ويلعنون مُذَمَّماً، وأنا محمّد) رواه البخاري.
وأخيراً؛ يجب أن نعلم أن الحديث عن التغافل والحث عليه لا يعني ترك النصيحة والتنبيه على المخالفات الشرعية، فهذه لها شأن آخر ليس هذا مجال الحديث عنها، وقد جاء في صحيح مسلم من حديث تميم الداري -رضي الله عنه- أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "الدين النصيحة"، قلنا : لمن؟ قال: "لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم".
نسأل الله سبحانه وتعالى ...
ساعي البريد- متميز
- عدد المساهمات : 59
نقاط : 173
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 13/06/2013
صفحة 2 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى